من ديوان تحت ظلال الوحي ...
مولد الهدى ...
100 بيت ..
للأستاذ الشاعر بديع المعلم ....
الصبح ما أزهاه حين تبسما
والوحي ما أسمى هداه وأعظما !
البلبل الشادي ترنم صادحاً
لله ما أحلاه حين ترنما !
أحمامة الوادي ( بسلع ) غردي
فالقلب أصبح في هواك متيما
عرس الرمال يحن من أعماقه
قلبي ليلثم من ضيائك برعما
يرنو ﻷنجام بأفقك إنما
قد راح يحسبني العذول منجما
وتبلج النور اﻷغر أزاهرا
ودنا الفؤاد لروضه كي يلثما
ولد النبي ( محمد ) فضياؤه
ملأ الدنى أنى اتجهت و أينما
وبدأ ( حراء ) بالمهابة شامخاً
يومي بأن الحكم أصبح للسما
فالروح يصدح بالمثاني مفصحاً
أفدي بروحي البلبل المترنما
فأعادها (طه ) يفوح عبيرها
حياهما الباري وبورك فيهما
عفواً (حراء) فكم تؤرق مقلتي
لم يهجع الحادي وﻻ سئم الظما
الله أكبر و النشيد يهزني
لله ما أعلى صداه وأكرما !
وتزلزل الطغيان من أركانه
فرقاً وعرش اﻵثمين تهدما
وهوى الجبابر واﻷكاسر سجداُ
أرأيتَ أي مسيطر لن يهزما ؟
الله أكبر ما علت أصداؤها
إﻻ هوى صنم لهم و تحطما
وسرى على الدنيا نشيد (محمد)
فاستيقظت أمم وكانتْ نوما
حارتْ (قرش) أي خطب نابها
والبغي عي عن الجواب وأفحما
عاشت على اﻷوهام ملء جفونها
وتجرعت في الجهل صاباً علقما
تزجي ﻵلهة قرابين الفدى
عجباً أتختار اﻷصم اﻷبكما
نادى إلى الحسنى فلبى معشر
ألقى إلى الله القياد و أسلما
والشرك لم يفهم نداء (محمد)
فمضى إلى الصمصام حتى أفهما
لم يتنظم شأن الحياة وإنما
بك يا بن عبد الله بات منظما
دين المساواة القويمة دينه
شرع اﻹله فما أبر و أرحما
والمدعون إن ادعوا فشعارهم
ما كان إﻻ للمطامع سلما
والعز للإنسان دينك إنما
دين الكرامة أن يكون مكرما
لله من ذكرى تمر بخاطري
فالقلب كم صلى عليك وسلما
فأصوغ ألحانا تنزل من علٍ
حتى اليراع يكاد أن يترنما
أعلمت -يا صحراء - أن محمداً
وهو الذي كان الكمي المعلما ؟
يأوي إلى غار وصاحبه معاً
مستخفياً ﻻ يأتلي متلثما
وعناية الرحمن تاج فخاره
يحميه في الضراء أعظم من حمى
تتضافر الدنيا لتخنق دعوة
ويهب ﻻ ضجراً وﻻ متبرما
يتلو المثاني والمساء مضمخ
والشهب في اﻵفاق تقبس منهما
ويضم جبريل اﻷمين جوانحا
في الغار رفرف بالحنان عليهما
أعلمت - يا صحراء - بعد عشية
سيعود أحمدُ للطغاة محطما ؟
سيعود في جيش أغر محجل
لما امتطى متن الجواد مطهما
ليدك حصن الظالمين بجحفل
ويشيد مجداً ما أجل و أعظما!
يا مولد الهادي أقمت حضارة
كانت أعز على الزمان وأنعما
إن يزعموا أن الهدى رجعية
إني لعمر الله لن أتقدما ...
داووا فكان السم كأس دوائهم
وسقيت أنت فكان شرعك بلسما
كم من دعاة جردوا أقلامهم
في الغرب وانتقدوا هداك اﻷعظما
خسئ الدعاة فما أضل حلومهم
لله ما أسمى هداك و أكرما !
خسئ البغاة المبطلون فإنهم
قد أنكروا ضوء النهار من العمى
في حجر أوربا تربى أرقط
وأتى لينفث سمه و تلثما
وقد استعار من العداة سهامهم
ولقومه عجباً يصوب أسهما !
جفت محابرهم وجف مدادهم
كي يهدموا الدين الصحيح الأقوما
تلك الضفادع ما يفيد ضجيجها
والبحر يبلع كل من فيه ارتمى
وإذا بهم كالوعل ينطح صخرة
لن يهدم اﻹيمان حتى يهدما
غشت عيون الجاحدين غشاوة
ما أجهل الرعديد بل مأظلما!
من كل موتور يفيض حماقة
طاشت به أحﻻمه فتوهما
إن يحذفوا تاريخ إسﻻمي فما
يبقى لينثر كاتب أو ينظما ؟!
إن يحذفوا غرر الوقائع ماالذي
يبقى لذاك الغر أن يتكلما ؟!
يبقى له أوس تناحر خزرجا
وصحائف اﻷحقاد تكتب بالدما
يبقى له سلب القبائل بعضها
فاﻷرض ضاقت بالمخازي والسما
يبقى أبو جهل يعاقر خمرة
حتى ترى التاريخ قبرا مظلما
إن يجهل الغر الحقير جهادنا
سفها فما أحراه أﻻ يفهما
الغرب علمه لينكر دينه
عجبا وما أغباه أن يتعلما!
غلبت عليه طبائع من أرقم
من كان مفتخرا يؤاخي اﻷرقما
لوﻻ هدى اﻹسلام في إشعاعه
لرأيت أفقك في نهارنا أظلما
ما الغرب لوﻻ نيرات علومنا
هل كان إﻻ بالظﻻم مخيما
بل كان كهفا للصوص وغابة
تلقى الضعيف بظلها لن يسلما
قطفوا الثمار جنية من حقله
لوﻻه بنيان العدالة ما سما
عفوا أبا الزهراء أية روضة
رويتها نعما ففاضت أنعما
زهراء تلك البيد في أعراسها
لوﻻ هداك الحق كانت مأتما
ومشى دعاتك في العوالم سادة
طلعوا شموسا في العصور وأنجما
كانوا أجل من الملوك بخلقهم
وأعز من يحمي وأعدل من حمى
آثارنا في الغرب تلك متاحف
سكر الخلود بفنها متوسما
أعلمت يا صحراء أن بيانهم
قد كان للدنيا النشيد الملهما
جيش يحارب للسماء مفاخرا
بجهاده أقسمت أن لن يهزما
تعنو لهم قمم الجبال وتنحني
ولمجدهم يجثو الخلود معظما
من مصنع اﻷبطال إﻻ أنهم
كانوا أعز على الجهاد وأحزما
من طينة الضرغام ينبت مسلم
أما الذليل فلن يسمى مسلما
يتلألأ التاريخ من أسمائهم
ويضم في صدره كي يلثما
يا من تلا تاريخ إسلامي أﻻ
عرج على حرم البطولة محرما
هذا بلال فوق أشرف قبة
يعلي لواء الحق حين تسنما
الفضل للتقوى و ليس ﻷبيض
فضل وﻻ عرب تفاخر أعجما
وانهار كسرى من على إيوانه
متدحرجا متضرجا متهدما
ما قصة الزنج التي في عصرنا
وهل العدالة عندهم أن يظلما
سائل أمريكا وابك من قانونهم
كيف البريء يصير فيهم مجرما
من منهل اﻹسﻻم ﻻمن غيره
العدل أورق في الخواصر أونما
من ذا الذي فتح البلاد وزانها
من ذا الذي شاد العقول و علما
يا أيها الهادي عليك تحية
كم رحت من قلبي عليك مسلما
كحلت أجفاني بنورك كلما
ناغى هتوف في الغصون ورنما
فاذا الورود تميس بين جوانحي
وشدا فؤادي عندليبا ملهما
ذكراك عرس النور في نفحاته
قلبي بمثل أريجها لن ينعما
هذي شعوبك ﻻتزال برقدة
من ذا سيوقظ بالحداء النوما ؟
بأبي رسول الله أنت هديتهم
وبعثت للخلق العظيم متمما
هجروا كتابك تائهين بمهمه
قد خاب من بسوى هداه استعصما
عبدوا إله المال حتى أصبحت
أغلى الفضائل ﻻ تساوي درهما
عفواً رسول الله عبرة مؤمن
ملأ النشيج ضلوعه فتألما
المسجد اﻷقصى تزلزل ركنه
أتراه يبكي من مصيبته دما؟!
وطئت ثراه اليوم أحقر عصبة
كم يحتمي ما باله ﻻ يحتمى؟!
قد أحرقته عصابة مأفونة
لكم استحلت في اﻷنام محرما
أأغص بالعبرات تحرق مقلتي
وتحدرت فرشفتها ملعثما
واخجلة اﻷمجاد من تاريخنا
أوثعلب في الذود يغلب ضيغما؟!
كنا إذا الداعي دعانا للوغى
صفا زحفنا ذائدين عن الحمى
وكأنما الصمصام وهو كشعلة
آلى بيوم كريهة أن يفطما
نهدي إلى المقوين أنضر جنة
ونذيق للطاغي الكنود جهنما
عفواً رسول الله أقسم أننا
بسوى كتاب الله لن نتقدما
من رام نصرا فليكن دستوره
أبدا وما أحراه أﻻ يحرما !
فالله جل جلاله ما غردت
قمرية صلى عليك و سلما
.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق