السبت، 18 أغسطس 2018

أنــا و الــبــحـــر <>~~~~~ شعر نبيل رجب البلطيمى البرلسى المصرى


~~~~~<> أنــا و الــبــحـــر <>~~~~~
شعر نبيل رجب البلطيمى البرلسى المصرى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بـيـنـى و بـيــن الـبـحــر ،، أســرارٌ طـوال
ــ
البحـر لا يبـوح بما نـمـارسـه ( ســـــوى )
وأنـــا أغــافـلـهُ و أحـكــى عـن الـهــــوى
أشـــهـــد عـلـينـــا بــمــا يـــلــى :-
الـبـحــر ، صــاحِـبٌ صـمــوتٌ مُـؤتـمــن
وانا أثــرثــر بـالغــرام وأشــواق الـجــوى
و الـبـحـر لا يغـضــب ولا يـنــو ِ الـنـوى
وكــلــمــا لـقــيــتـــه ، ( فـرِحــًا يقـربـنى )
ولا يُـعـاتـبـنـى .. !! لــكــن يــلاعـبـنى !
و يُــد نـيـنـى الـيـــهِ ،، و أُدنــيـــه مِــنـى !
و نُـعـيــد ذكـرى أحـزن لهـا و تُـؤلِـمُــنـى
و الـبـحـرُ و النسـيم ، يغـسـلان مـقـلـتـيـَــا
و بـرفــق و حــنـــان يـربـتــان وجـنـتــيـَــا
يواسيــاني ... !!
................................................
يـا صــيــفُ بــلــطـيـم ، أنـضـجـتَ فـيـنـا
عــواطِــفــَا جــمـحــتْ و بــهـــا رُبـيــنـــا
هـذبتهـا ورعـيتهـا وجـعـلـتهـا سـرًا دفـينــًا
ضَمـَنـْتـَهُ الروحَ وعـلـمـتـنـا لـغـة الـعـيـونـا
يا صيف بلطيم أنت مـؤتـمـنٌ على الأسـرار
والصبايا الخَـفـِرَاتٌ تلعـبن بأصداف المحـار
هبة الأنسام وميوعة الأموج وحداثة الأعمار
وشــباب شـاطـيـئـك الـجـمـيـل يتـنـافـسـون
مَـن يــفــوز بــقــلـب ( زيـنـب جُــلـنـار ) ؟
و عــيــون أهـلـنـا ترقـبـنــا لـتـمـنـع الأوزار
مـتـمـتـعـين بأنـعــم الرمال وأجـمل الـبـحـار
والـحـاج مـتـولى يـجـاهـد لـيسمع الأخــبـار
أزمة بتركيا وقطر تساعدها ورئيسها الحمار
فـيعـوقـهُ رزاز الـمـاء و صـخـب الـصـغـار
نور و مصطفى وبنت عمهم وشمس النهـار
وفـجـأة !! الـفــتى الـغـطــاس فــوق الـبـرج
يــطــلـق فـى جــنــون صــافــرة الإنــــذار
وينادى حـذأرى إحـذروا العـمق وشدة التيار ..
الـرايـة الـسـوداء مـشــرعة ، وأنــا أنبـهـكـم
فــحــــذارى ،، و حـــــذارى ،، و حــــــذارْ
**
لـحــظــــة .. ثــم صــرخــة تــقــطـعــت !
ثــم زعــــر ، فــصـــراخٌ ، و عـــويــــل
ثــم ســاد الـخـــوف و اشــتـد الـصــراخ !
ادركـــوا زيــنــب .... ! أدركــــوهـــا .. !
إنــهـــا تـغـرق أدركوها .. انـقــذوهـــا .. !!
........................................................
كــيــف كـــنــتُ أنــا ... ؟؟؟
و كـيـف كان اقـتحـامى الـمـوج و الـعـــوم الـيـهــا ؟
كـيـف كـانـت ضـربات ذراعـاى الـشـمال و اليمين
كيف كانت قدماى و ساقاى تضرب الماء الـثخين ؟
لا تـسلنى .. كان همى أن أرد الـموت عن زينـب !
كـان مِـن خــلـفـى الـفـتـى الـغــطـاسُ يـشــدُ شــــدًا
يــشـــــد طـــوقــًا لـلــنـجــــاة و لـلـحــيــاة .. !!!
و الــكل بـالـشـاطئ يـدعـــو أنـقـــذهــا يـا الله
والله فى عـوننا أهــدى لـنـا سـُــبــلَ الـنـجــاح
و بـهـــدى الـهـــادى كـــاتــب الأجــــــــــــال
لـم تــزل زيـنـب حــيـــة تـتـشـبـث بـالـحـيـاة
و سحبنا للشاطىء زيـنـب على طوف النجاة
وأكـف الـنـاس ودمـعـهـم لـلـسـماء مـشـرعـة
و الـدعــــاء الــصــادق يــلــهــــج !
الـلـهـــم نـــج ِ الـحـــبـيـبـــة زيـنـب
ربــنـــا لا تخـيـب فــيـك رجــاءَنــا
.........................................
و وصلنا بالجميلة من الموت سلـيمة
و الـزحام حـولهـا ، و الأم الرحـيـمة
تـســأل الـنـاسَ دعــوهـا تـتـنـفــس !
و أتـى رجـــلُ الإســـعــاف يـلـهـث .
وهـو يـصـرخ : أفـسحوا لى أفسحوا
وتولاها فأخرج من صدرها والـبطن
لــتـــرًا مِـن الـمـــاءِ ،، و أكـــثــر !
كان يضغط فـوق صدرها و الـبـطن
فــتـنـــد فــع مِـن فــمـهـــا الـمــيـــاة
فـوجـد ت بالغـيـرة قـلـبـى يـشـتـعـل
فـتـكاد تـخـرج مـن وجـهى الـمـُـقـَـل
و سـحـبت ملآءةً من تحت المظـلـة
و فـرد تُـها فـوق زيـنـب فى عـجـل
و حـمـلـتـهـا لـبـيـتِـهـا و ســـقــيـتـهـا
كوبــًا من النعـناع الـمُحَـلَى بالعـسـل
و اســـتــراحــتْ ،،، ثـــم نــامَــــتْ
فــانــصرفتُ و أهـلـوهـا يـتـشـكرون
وأنـــــا ،، أتـــمــــتـــمُ فـى خــجــــل
إنما زيـنـب و نجـوى شــقــيــقــتــى
اخـتـان لى .. بــــلا مِــراءِ أو جــدل
........................................
فـى الــصـــبـح ... !!
كنت عـلـى الـشـط الجـمـيل انـتـظــر
أن أرى .زينـبَ و اسـتـطـلع الـخـبـر
مـر بـائـــع الـنـرجــس صـد يــقـى
وأهـــــدانـى بـاقـــة دون ثـــمـــن !!
و ســـألــت نـجــوى ( شــقـيـقـتى ) :
لِـمـا لا تـأتـيـن الى الـشـط الجمـيل ؟
نـجـلس و نـسـتـقـبـل نـسـيم الصــبح
فـنسـبق الـبـشـر ، ضحـكـت طويـلاً
و اسـتغـرقـت فى ضحكهـا و قـالـت
من بين قهـقهـاتها الوقت دون الثامنة
ومَن تــراقِــب طـيـفــهــــا ... تـنــام
مـثــل شــــوال رمــلٍ أو حــجــــر !
فـقـذفــتــهــا بــالـنــرجــس الـنـــادى
جـرت لأمى .. تخـتـبـىء بصـدرها
كـى تـتـقـى مـنى الـعِـقــاب والخطر
ورجعـت نحـو الـشـط و الشـيزلـونج
أتـصـنـع الـهــدأة و أسـمع الـمِــذيـاع
وكـأنـنى أداوى الـحـب فـأشــم بـنــج
مــر أرزل الـوقــت بطـيــئــًا وسـمِـج
ربـــــــــــــع ســــــاعــــة
نـــصــــف ســــــــاعــــة
ســـاعـة و أعـلـن المذيـع
هــنــا اذاعــــة B B C مِـن لــنـــدن
و قد اعلنت دقات بج بن تمام التاسعة
اما فى مصر فالساعة ( إحدى عشر )
.............................................
اشــرقـت زيـنـب تـتـأبـط زند نجــوى
مُــقـــبـــــلات نـحــــوى أمـــا أنــــا :
زغـــرد الحــب بـصـدرى و الجـوى
وتــفــــكــرت ؛ مــا عــســـاى قـائـلٌ
وما تـقـول الغالية وأىُ سـر ٍ تَـكـْـتُـمُ
فـى الجـِفـُــونِ و فـى الـمُــقــــلْ .. ؟؟
و الـلـــواحِـظُ كـاشــفــَاتٍ مـَا حـَـصَــلْ
واخـتـلاجـاتُ الرمـوشِ و سِـحــــرَهَــا
بـُـحْــنَ بـمَــــا ( أخــفـــى الـخــجــلْ )
والـخـُـطـَى لـيــســَتْ خـُطـَاهـا وإنـمـا
خـَطـْو غــزَالٍ شــابـَهُ بعـضُ الـوَجـلْ
و وَشـَى الـحــال بـِمـَكــنـُـونِ الـفـُـؤادِ
مـِن غــــــرَامٍ و اشـــــتـِيــاقٍ و أمــلْ
ســحـْـرُ عَـيـْنـَيّـها دَعـَانـِى لـلــهـَــوى
و لـَمـَــــاكِ تـَدْعـُـــوَانـِى لـِلــقــــبـــَلْ
أيـْـنَ مـِنـَا خـلـوَةٌ نـــجـــنـِى بـِــهـــا ؟
ثــمـــراتِ الـشـوقِ حـلــوَة كـالعــسـلْ
تــالله إن لـَم نـفـْعــلــنَ ؛ فــقــدْ صـدَقْ
ِ
الـذى فـال ( ومـِنَ الـحـبِ مـَا قـتـلْ )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شعر نبيل رجب البلطيمى البرلسى المصرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...