فبراير اليوم بين المعارضة والتأييد
كتب/إبراهيم الربعي
إن الحديث عن ثورة فبراير لهو حديث عن الصوت الذي كسر القيد وحديث عن الإرادة الصادقة التي تتوق لوطن حر مدني حديث بعيدآ عن الإدلجة والشعارات المذهبية والطائفية ولكن هذا الصوت الشبابي الثائر لم يصل إلى مبتغاه وحلمه الذي أشعل من أجله ثورته فقد سرق هذا الحلم منذو نزل زبانية النظام السابق إلى قيادة الثورة بحجة حماية الثورة والثوار وتحول صوت الثورة من الصوت الشبابي إلى الصوت الكهولي الشائخ واقتصر دور الشباب على مرابطتهم في الساحات ومخيمات الاعتصام لا غير .
ثورة 11 فبراير هي ثورة لم تأتي وليدة اللحظة ولكنها اتت نتيجة تراكمات من الوعي والسخط ضد السلطة الدكتاتورية التي اتخذت الظلم والاضطهاد والقمع وسلية لإسكات كل صوت أراد العيش بحرية وكرامة ودولة مدنية وحقوق متساوية للجميع ، ولكم أن تراجعوا الذاكره وانظرو كم من اعتقالات مارستها السلطة الدكتاتورية بحق كل صوت وحركة قالت لسلطة "لا" ولكم في الصحفي سفير النوايا الحسنة لدى مجلس الأمن عبدالكريم الخيواني خير مثال كم اُعتقل وكم هُدد بالقتل والتصفية وكم حوربت حركة أنصار الله الحوثية في صعدة لإسكات صوتها بل لاجتثاثها من الوطن وكذالك الحراك الجنوبي وأصوات وحركات أخرى هذا على سبيل المثال لا الحصر .
استغلت ثورة فبراير الأحداث الموازية في المنطقة لتكون مصدر إلهام للثورة ووقودا يدفعها لنجاح وكان لها ما ارادت إلا أن من ركبوا موجة الثورة من زبانية النظام السابق فقد حرفوا الثورة عن مسارها وحولوها من ثورة شبابية سليمة إلى ثورة حزبية فئوية ضيقة اقتصر هدفها على رحيل الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة وكفىء ومنها ضاعت أهداف الثورة وسيست لمصالح شخصية وحزبية بل وحرمَ حتى شبابها من التشكيل والتمثيل في الحقائب الوزارية وما شابهها ، حتى وإن وجد بنسبة لا تتجاوز 2% فقد مثل الشباب بقيادات ملئ الشيب رؤسها ولم يكونوا من الشباب الذي تجشم المتاعب والعناء وهو يقود ويثور ويصرخ في الساحات طيلة فترة الثورة .
ومع هذا الانحراف الخطير في مسار الثورة والسرقة لأهدافها ومضمونها فقد تعين على بعض المكونات المشاركة في الثورة أن تظل في أماكنها بمخيمات الاعتصام والساحات مرابطةً إلى وقت ماعرف بثورة التصحيح لثورة 11 فبراير وهي ثورة 21 سبتمبر أيلول 2014م والتي تعتبر امتداد لثورة فبراير المجيد .
خيل لشعب أن ثورة فبراير قد نجحت لكن من تزعموا قيادة الثورة وحكم الثورة بل وعسكرة الثورة وتربعوا على عرش حكم الثورة باسم السلطة عاش البلد في ظلهم بين الخوف والجوع والأزمات والقتل والاغتيالات ونأخذ صنعاء كمثال وهي عاصمة الجمهورية عاشت اغتيالات وتصفيات دامية في كل مكان حتى بيوت الله أصبحت غير امنه وأضحت صنعاء حينها مصدرا للخوف والقلق والرعب نتيجة الدم الذي أصبحت تنزفه كل يوم نتيجة إغتيال هنا وتفجير هناك وهي كلها عوامل وارهاصات كانت لسد الثورة عن طريقها ومسارها الذي تصبوا إليه والسبب يعود فمن ركبوا موجة الثورة وتزعموا قيادتها لا في الثورة نفسها .
اليوم يمر البلد بعدوان سعودي اماراتي ، وبعد 12عام من الثورة ينقسم الشارع اليمني إلى قسمين تجاه الثورة القسم الاول يؤيد الثورة ولازال يحفظ لثورة أهدافها ويعتبرها نقطة تحول في تاريخ البلد ويتجزاء هذا القسم إلى فصيلين فصيل يؤيد الثورة ويعتبر نفسة يدافع عنها لكنه وقف في صف تحالف العدوان الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات على الشعب اليمني ويعتبر نفسة مدافع وحاميا للثوره وهذا يخالف مبادىء الثورة حيث أن الثورة ترفض الوصاية الأجنبية على البلد وترفض وتجرم كل من يشارك ويساند غازي ومحتل على احتلال بلده وهذا الفصيل قد أخطئ ويعتبر الان هو خائن لثورة وأهدافها ، الفصيل الآخر وهم الاوفيا للثورة واهدافها الذين يستميتون في الدفاع عن البلد والثورة ضد الاحتلال السعودي والإماراتي وهؤلاء هم حراس الثورة وشباب فبراير الذين هتفوا لوطن خالآ من الوصاية والتبعية وأخذوا العهد على أنفسهم بأنهم سيكونوا مدافعين عن هذا البلد ضد أي غازي يريد المساس بأمن واستقرار اليمن .
المعارضون وهم الذين يقفون ضد ثورة فبراير ويسمونها بالنكبة وهؤلاء أما أنهم كانوا مستفيدين من النظام السابق أو سذج لا يفهمون ولا يملكون قرارا أو لأنهم متعصبون ضد الثورة لأسباب ذاتيه أو موضوعية.
فبراير كان حدثً مهما ومفصليلا في تاريخ اليمن ويجب أن يظل كما هو عليه مصدر إلهام للثورة والعزم والتحدي والإرادة التي لا تقهر ويظل كما هو حدثً شبابيا لا حزبيا أو فئويا ينشد الحرية والعدالة والمساواة والمدنية ويتطلع إلى تحقيق العيش الكريم للبلد أرضا وأنسانا .
فبراير مجيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق