الخميس، 8 يوليو 2021

انتهت اللعبة بقلم الشاعرة فاطمه محمودسعد الله

انتهت اللعبة

أبطال الروايات خارقون
يقفزون من أعالي الجبال والأسوار
يقتحمون النار
لا يحترقون
لا يموتون
يتغذون من الحكايا
يرتوون من الدموع
يخترقهم الرصاص وينهضون
تغرق بهم السفن
وعلى لوح المعجزات ينجون
يحرقون الهزائم في هياكل الخوارق
تماما كما في الافلام الهندية
أبطال الروايات يحاربون بسيوف من خشب
وينتصرون
يحلقون بطائرات من ورق
ولا يسقطون
يسبحون في المحيطات حيتانا من وهم
يخترقون النصوص ويمشون
ويتكلمون ويأكلون...
وفي كل مكان وزمان يحضرون..

بطل روايتي شقّ عصا الطاعة.
لم تروِ ه الدموع
لم تشبعه حكايات الجدة
بطل روايتي هزيل البنية
رأسه يظهر ويختفي
أما عيناه فلا تريان إلا ما يريد
شرايينه محشوة هواء
ليس من أحفاد الآلهة
أبطال الروايات ورثوا كمال الأجسام
عن أجدادهم "الأولمب"
كلهم أقوياء
يخوضون المعارك وينتصرون
لأنهم نبتوا في رحم الإلياذة والأوديسية
بطلي ...
ارتدى عباءة البشر
خرج على النص...ومات
بقِيَت الصفحات بيضاء،لكنها ليست فارغة.

بطل روايتي لم ينتصر إلا..
في معركته مع القلم...أنهى اللعبة.
مزّق نسيجة الأحداث
صنع من سداها واللحمة مشنقةً
للحبكة...
ألغى الحوار
دفن الشخصيات بكل أنواعها
وحده فهم اللعبة..
باغتني بعصيانه
فاجأني بقراره
لأنه أراد أن يكون مختلفا
لأنه أراد الخروج على القطيع
ارتدى عباءة البشر
بفأس حطابٍ عجوز هدم الخرافة
قطع أوردةً،كثيرا ما نزفت
أراجيفَ وأوهاما..
قطع شرايين دورته الدموية
أصرّ على الموت..
قتل الأسطورة وكتب النهاية...
وقال:
"الحقيقة الوحيدة...
الأبطال أيضا يموتون."

فاطمة محمود سعدالله/تونس/13/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...