" حقائقُ مبهمةٌ "
Samia Khalifeh
حقائقُ مبهمةٌ
صريرُ القلمِ
هو أنينُ المِدادِ حين يحكي ألألَمَ
إباحيٌّ حينَ لا يخافُ عيونًا ترقبُ
ثوري حين يواجِهُ رصاصا حيًّا
قاتلٌ حين ينالُ من حلمٍ
ما زالَ جنينا
اكتبْ حروفًا انثرها
اغوِ اللَّيلَ
أيقظْ فيهِ السُّكونَ
اخلعْ عنهُ رداءَ التزلُّفِ
وأهمسْ في أذنِهِ الحقيقةَ
أنفثها احملْها
على أجنحةٍ بيضاءَ
انشرْها أنوارًا
حقيقتُكَ ظلٌّ
يلوحُ لكَ من بعيدٍ
يذكِّرُك
بمواعيدَ اختزلَها من حياتك الزَّمنُ
فأُسقطْتَ رقمًا
وصرت ظلًّا
القصائد المعتَّقةُ
المختزنَةُ في خوابي الخمرِ
أنتشتْ منها الخوابي
ترنَّحَتْ
هي قصائدُكَ
في حقيقتِها المجرَّدةِ
منْ بعدِ اغترابٍ
تجلَّتِ الحقيقةُ
فزّاعةً
ما عادَت طيفًا لطيفًا
خلعتْ عنها رداءَ المسافةِ
ليتَها بقيَتْ مستترةً
وأخفتْ عن العيونِ
الدُّملَ
ساطعةٌ كالشَّمسِ
حقيقةٌ جرحَتْها ألْسِنةُ الشَّكِّ
الأمل المتكئ على عصا
ظنَّها يومًا سحريَّةً
اليومَ أمسى كحرباءَ
لا تتلوَّنُ إلّا بالأصفرِ
اليأسُ أصفرُ
والأخضَرُ انقرضَ
هما الأسيرانِ الطَّليقانِ
فاطلقي يا حقيقة سر الحرية
كيف اقتحمَ الحبُّ المستحيلَ
وأعادَ للغناءِ السحرَ
كيف زرعَ الحدائقَ بياسمينِ الأشواقِ
هما أسيرانِ طليقانِ
لأنَّهما
ينعمانِ بعبوديَّةِ
العشْقِ
جمعْتُ قصائدي
نثرتُها في الهواءِ
تلألأتَ بينَها كسرابٍ في هجيرِ قفارٍ
كن لي حقيقةً كي أكونَ لكَ شمسًا
فنكتمل
كن لي شاعرًا فأكون لك أجملَ القصيدِ
كن لي حبيبًا لأكونَ لكَ الجمالَ
لأكون لك الأنثى
لأكون لك منْ كلِّ الفصولِ
ربيعًا دائمَ النُّشورِ
لمحتُ على وجه البدرِ قصيدةً
تجريديَّةَ المعاني
فككتُ رموزَها
توهَّجَتِ الحروفُ
لم تشرقْ حينَها شمسٌ
وإنَّما أشرقَ طيفٌ آتٍ
من وراءِ الأفقِ
سامية خليفة /لبنان
الشاعر /ة / Samia Khalifeh
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق