" تحت قدميها... آخر الأمنيات "
Batoul Turkieh
تحت قدميها... آخر الأمنيات
جاءت أرذل سنوات العمر... أجساد أبلاها العمر بشعار الشيخوخة.
أجساد عصفت بها رياح صرصر عاتية فتركتها صلدا... نحتت مياه الأحداث على وجهها حتى عاد كالعرجون القديم.
فشحب وجه الأم وغارت العيون.. تدقق في سقف غرفتها بعد أن ابيضت عيناها من الحزن تنتظر قميص العافية أن يأتيها من ريح فلذة أكبادها.
تطوف الأم في جنبات الذاكرة سبعا...علّها ترى رأفة بحالها من القريب البعيد.
وتسعى بين صفا الروح ومروة الإرتواء لتحصل على حنان ووفاء الإبن الحبيب الذي تشبع قلبه بأن أمه من شعائر الله
ومن يعظم شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب.
وما أن اتكأت على عصا الأيام حتى تآكلتها دواب الهموم وخرت على سرير الآهات.
تسيل دمعة الأم فتقع في كفة ميزان شقاء الولد العنيد ودمعة أخرى في ظل عرش الرحمن كما وعد النبي الأمين.
رويدا رويدا يزداد الجسد هزالا لصالح الروح التي ترفرف فرحة بعد أن نصبت على الجسد راية النصر القويم.
يذوب الجسد تعبا لترقى الروح في معارج القوة بين يدي الرحمن الرحيم.
أيا الإبن الذي سرقته عجلة الحياة السريعة ..
وما أن كانت الحياة بتحدياتها تثقل كاهلك فما عليك إلا سماع نداء الأم وهي على سفينة الرحيل تدعوك يا بني اركب معنا في سفينة الإخلاص والوفاء والبر والاحسان ولا تقل سأعتصم إلى جبل يعصمني من غضب الله.
إلزم رجليها فثم الجنة...
ششي يا من يسعى لرضى الله الرحيم
إمسح أنين الشيخوخة عن جسدها الهزيل...
إسهر واقفا تحمل لها ماء السعادة حتى الفجر المضيء
عسى الله أن يجعلك من السعداء المستجاب دعاءهم كلما اغلقت صخرة المصائب عليك في كهف مظلم كئيب
ولا يبقى الا ان نقول كما قال سبحانه وتعالى :
"وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".بقلمي: بتول تركية
الشاعر /ة / Batoul Turkieh
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق