عَمَّ تَسأل ؟! ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
عَمَّ تَسأل ؟!
وكُلُّ الأسئلةِ تَقَطَّعَتْ أوصالُهَا
والأجوبَةُ فَقَدَتْ عُيُونَهَا
حتَّى الكَلِماتِ تَيَبَّسَتْ
على أغصانِ الرَّمادِ
صَارَتِ السَّماءُ بِحَجمِ قَبرٍ
لا غَيم يَمسَحُ زُرقَتَهَا
لا قَمَر يَحرُسُ شُهُوقَهَا
ولا نُجُوم تَعتَلِي مَنَابِرَ العُشَّاقِ
عَمَّ تَسأل ؟!
والأرَضُ تَعدُو هارِبَةً
في دُرُوبِ العَدَمِ
المَدَائِنُ ارتَحَلَتْ
وَتَرَكَتْ من خَلفِها الغُبَارَ
يَذرُفُ الصَّمتَ
والخَرَابُ يَلتَهِمُ الآهاتِ
على كُلِّ نافِذَةٍ يَجثُمُ الهَلاكَ
على كُلِّ بابٍ يَنتَصِبُ الحُطَامُ
المَوتُ سَيِّدُ السَّاحَاتِ
بلا مُنَازِعٍ
الشَّجَرُ تَقَصَّفَتْ ضَحِكَاتُهُ
والماءُ مَغلُولُ الفُؤادِ
فَعَمَّ تَسأل ؟!
عَنْ بَحرٍ مَصلُوبِ المَوجِ
عَنْ شُطآنٍ سَبَاهَا المِلحُ
أَمْ عَنْ أشرِعَةٍ
شَنَقَتْهَا الرِّيحُ
وأسماكٍ تَشَرَّدَتْ
على أرصِفَةِ الجَفَافِ
عَمَّ تَسأل ؟!
والقِيَامَةُ
وَضَعَتْ أوزَارَهَا في جَهَنَّم *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
الشاعر /ة / مصطفى الحاج حسين
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق