الأربعاء، 23 يناير 2019

أعذار طفولية بقلم سليم كريم الدين


أعذار طفولية
أعذريني
إن توقفتُ عن كتابتكِ
و أغمدتُ أقلامي الدمشقية
فلم تعد لدي تلكَ الشاعرية
كي أكتبَ عن امرأة في مسرحية
أو أعشق امرأة في تمثيلية
أو أدفنَ نفسي
تحت الأمطار الصيفية
أعذريني
إن تقطعت أوصالي الكتابية
و رسبتُ في امتحانات الحب النهائية
فلم يعد يمكنني السهرُ معكِ
على أضواء الشموع الرومانسية
و أقطفُ من خديكِ وروداً زنبقية
و أحصي في عينيكِ نجوماً قطبية
و أقرأ لكِ كل يوم قصيدةً عاطفية
و أتلو صلواتي قبل الدخول
في ليلةً شتائية
من بعد ما انتهيتُ
من أفعالي الجنونية
و استيقظتُ من نزواتي الجنسية
أعذريني
إن لم أرسمكِ على الأقمار المسائية
و أسقيكِ من شهد الأزهار البرية
و أنحتكِ في قصوري الرخامية
و أعلنكِِ حضارتي المستقبلية
أعذريني
إذا لم أخلدكِ كليلى العامرية
و لم أجعلكِ أميرةً
في قصوري الشهريارية
فأنا لستُ من ذات الملة الملوّحية
و لا مجنون بالقصص الأسطورية
و ليس لدي القوة العنترية
لأقاتل من أجلكِ عصبيةً قبلية
أعذريني
إن لم أعد ألملمُ أوراقكِ الزهرية
و أشدو كل ليلةٍِ على صدركِ أغنية
و أكتبُ عنكِ في لحظة شاعرية
عن جمالكِ و أنوثتكِ العذرية
أعذريني
إذا لم يعد يُهمني
أشواقُ عينيكِ اللؤلؤية
و عقيقُ شفتيكِ العاجية
و خمرُ نهديكِ العسلية
أعذريني
إن رفضتُ العودة للجاهلية
و جعلُكِ أمَتي الليلية
و النومُ معكِ على الرمال البدوية
و الغناءُ على الكؤوس الخمرية
فمن دخل عصر الحرية
لا يمكنهُ الرجوع للعبودية
أعذريني
فقد هدمَ الموجُ قلاعي الرملية
و أغرقَ البحرُ زوارقي الورقية
و اقتلعَ الإعصارُ جذوري العشقية
و احرقَ البركانُ كلماتي الشعرية
أعذريني
فلم تعد تُهمني
وصفاتكِ السحرية و نزواتكِ الليلية
فلم تعد عندي تلك الشهية
لأتزلج على جبال نهديكِ الثلجية
و أصنع عقداً من مروج خديكِ الوردية
و أتسلق على أغصان شعركِ الضفائرية
من بعد ما انتهت حروبي الجنسية
وتخلت عني شهواتي العاطفية
و نزعتُ عن جسدي ثيابي التنكرية
و أصبحتُ بلا مكان و لا هوية
فاعذريني يا سيدتي لأعذاري
لأنها أعذارٌ طفولية

هناك تعليق واحد:

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...