الثلاثاء، 23 أبريل 2019

فی حضره القصيدَةِ ! ========== حسام الدين بهي الد

في حضْرَةِ القصيدَةِ !

==========

حسام الدين بهي الدين ريشو

==============

كم مِن قصيدةٍ

فَكَّتْ أزرارَ قميصَها

فتعرَّتْ بين نهديها

المشاعرُ الغافية .


والشاعرُ إنسانُ

يطيب له الجمال

إذ يجمعَ شَتَاتَهُ

مِن رماد اللحظاتِ الشاردةِ .


وكأنهُ راهبٌ

حين التلقي .. لإعترافاتٍ

أزاحت الأستارَ

عن المخبوء بالذاكرةِ .


فمن الذي

صاغ المفردات المُبَعثَرة

في ثنايا المعاجم

قصيدةَ واحدةً ؟


أهو الذي كتب

أم أنها المكتوب والكاتبة ؟


آثرتهُ بذاتها

وقد رأتهُ كصيادٍ

بين جوانحهِ الشباكُ ساكنةٌ


فرفرفتْ فراشاتُ حروفها

خلف مشكاة صدره

باحثةً في القلب

عن نافذةٍ 


فإمتدت أناملُه

تجمعَ أنفاسها

كإرهاصات التوحد

باللحظةِ الشاعرةِ .


كمْ حزنا

كم تألمنا

كم بكينا

كم سالت الدماءُ نازفة


لا الشمسُ غابت

عن موعد الإشراقِ

ولا القمر كف

عن مغازلة السماء

بنثر النجوم

على وشاحِها الأزرقِ

بالليالي الصافية .


وعلى الطاولةِ

التي شهدتْ مخاض الوِلادة

تَرَنَّحَ القلمُ

بين أصابعه الناحلة

سائلا :

لماذا اختارتك

كي تبوح لك

بجواهر الصُوَرِ والأخيلةِ


وأنتَ تُرَوِّضُ الكلماتِ

لتفتحَ قارورة المعاني

والأسئلةِ ؟


كي يفيض شرياني بها

على البياضِ الفسيحِ

للأوراقِ الظامئة


فتسيل دموعي

تُسَوِدُ البياض

رغم إحساسي

أَنَّ هذي القصيدة

محفورةٌ بالذاكرة

وأَنَّي صاحبُ التجربةِ !

*****************

حسام الدين ريشو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق