الأربعاء، 24 أبريل 2019

قصة الجريمة بقلمي "عبير صفوت " ويتجلي المحزور

قصة الجريمة 

بقلمي "عبير صفوت "

ويتجلي المحزور 

................

ماذا دهاكم أيها الأقوام تمدي المغيب ، ونحن نواصل في البيت الكئيب الحزن ، علينا من هنا البحث ،  الأطلاق  الانطلاق ، استفيقوا  .

مسكينة ومتغيبة الوعي ، هذا ما قالة الضابط في لحظة تجلي بها الموقف ، حين أثرة الطبيب الشرعي بالوعي ، لما طراء في سلوك اخت الفتاة المتغيبة ، حين جلس الضابط وقرر الاستحواذ لكل من افراد العائلة بدأ من الأب .

كان عائلة المفقودة مكون من الاخت والاب ، اخت صغري ثلاثينية العمر ، والكبري يناورها العهد الوقار تلزم وتحزر .

.........

انغلق الباب مصفد علي عفرة داهمت النفوس بوطئ ثقيلة الوزن ، اخرج الضابط من جيب بنطالة قداحة وحوزة من السجائر ،  نظرتة أخت المفقودة بلمحة خاطفة ، قائلة : 

طالما حاولت البنت الشقية وكنت خائفة عليها ابكي .

قال الضابط وهو ينظر من نافذة مطلة علي براح : الحرية دائما دافع لكل الأشياء  .

نهضت اخت المفقودة ، وقد فرجت الستائر المنسدلة في عنف ، حين اشارت الي البراح الذي  يتغني باشعة الشمس وازهارا عطرة ، حيث قالت : برغم الحرية نحن حراس علي اخلاقنا  .

قال الضابط باهتمام : وهل تتهمين شخص قائم علي الإتهام  ؟!

قالت الاخت : لم اري ولم ألاحظ .

........................

نظر صاحب الهيئة المفرطة الي الجثة التي طرحت امامه بعمر الفتاة الثلاثينية ، ملقاة في وضع كان من المفترض ان يكون دفاعي ، الا وهي من وضع مركد الجثة ماتت حليفة حظها الأسود فجأة بدون قصد نية .

حالة من الدهشة اخذت الرجل الناهم اخرجتة من وعية ، حين قال : ياالهي ماذا فعلت ؟!

تالله ماكنت اقصد ، بعد ان اتم جرم ، اسرع نحو الجثة يتفقدها ، يتبين الحياة من الموت فيها ، اسرع نحو الهاتف ، تحدث: هناك مأزق .

انفرج الباب دخل رجلا ضخم ينظر للفتاة الثلاثينة ، وهي مطروحة اسفل النافذة في صورة درامية ، الا انه لم يعتبر لها قائلا لصديقة : لماذا قتلت هذه الفتاة ؟!

قال القاتل : لقد اكتشفت الأمر  .

قال الاخير في ارتياح: اذا نالت جزاؤها.

ثم عاد الاخير يسأل : وماذا بعد ؟!

قال القاتل : نحن في إطار سكون الليل وطالما كانت شخوص مأتة اسفل الطين لم يعلم عنها شئ .

قال الأخير صاحب الجسد المهول : اذا قد تم الأمر .

...............

انبعج الرجل في اشارة من الحزن والألم قائمة علي اجفانه متأثرا بما تم ، حيث اخذتة ارتعاشة كانت تناوره بالهزل كل دقيقة ، بعد تلك الصدمة التي علي اثرها تم الامر .

قال الضابط وهو يرفع صوتة ، لسوء سمع الكهل : ياعم صابر....ياعم صابر....هل تسمعني ؟!

نظر عم صابر بعيناة الضريرة ، يحاول ان يسترق السمع  .

قائلا بوجه الذي ظل يتجة يمينا ويسار ، بصوت خفيض من عن بوح مكتوم  .

اعاد الضابط النداء.

حتي اشار لة عم صابر ، اشارة تقول انه في تمام الانصات  .

عاد المحقق متسألا: عم صابر...عم صابر ، هل لديك ما تقولة عن غياب ابنتك ، هل تعرف المزيد .

اشار عم صابر بيدية الضعيفة  المعروقة نحو السماء يبسطها ، يتمتم وهو يوحد ، متمتما: منه له ، منه له .

.............

هنا جلست نجوي صديقة الفتاة في خوف وخجل وبهتان ورعب ، حين سألها الضابط بصوت جاهوري ، وهيئة مهيبة : نجوي ، عليكِ ان تتحدثي بما لديك علي اكمل وجة ، صديقتك تغيبت وربما لم تعد .

خرجت نجوي عن وعيها المهزوز المتكل علي سر صغير كان بينهم ، حين تذكرت مقولة المفقودة : احذري ان تخبري احد .

تمالكت نجوي من الجد نفسها قليلا حين باحت : كانت تبكي بحرقة تتلوع ، كنت احزن واشعر بالأسي نحوها اتسأل : ماذا بك ياصديقي ؟!

كانت تموء مثل القطة في نكوس الإنكسار : الحب الحب يا نجوي .

طالما نصحتها ، وتذكرت يوما حين قالت: ساذهب الية  .

بينما كنت اخشي فبدرت مني ارتعاشة تجسدت في ظل الاقوال : لا ياصديقتي لا ، ما هذا الحب الذي لا يتعدي ايام وتعطية الامان ؟!

قالت : انا اثق به .

استكمل الضابط حوارها : ثم ذهبت  .

قالت نجوي : ياليتها ما ذهبت  .

..............

توقف الضابط عند مسألة بعض الجيران اللذين ايد بهم الظن ، تلك المقابلات الغريبة التي كانت تتم بين الرجل والغتاة المجهولة .

..................

جلس متكدر الوجة منتفج الاوداج حين تمضغ الغضب اثرة ، وهو يقف معكوف الازرع يلازمة الصمت المستشيط تتصاعد منه ادخنة الظن والسراب ، حيث ناوره الضابط بمواجهة: ليست المرة الأولي أيها الوسيم ، تاريخك الحافل يقول ويشهد  .

قال المتهم : عما تسأل عنه ، انا لا اعرف .

قال الضابط: الاقوال تشير اليك باصابع الاتهام .

المتهم  : الاتهام بلا ادلة  ، اين جسم الجريمة ؟!

الضابط بنفاذ صبر: انت رهن الاعتقال  .

.....................

جلس الطبيب الشرعي ، يقراء رسالة من المعمل الذي اتي بها ، بعد ان اتم التشريح والتحليل ، قائلا : تم القتل في تمام الساعة ، الثالثة عصرا ، وتبين من التحليل والمتابعة ان المجني عليها قتلت غفلة بطلق ناري كاتم لصوت صوب رأسها ، افضي بها الي الموت مع سبق الاصرار والترصد .

سكت الطبيب برهة ، ثم قال : لكن ،  ما الدافع من وراء قتلها  .

الضابط يقول بأسي : التاريخ يعيد نفسة ، المجرم ساقط نفس متعدد السقوط  .

الطبيب مازحا: افاض حالي  .

الضابط يوضح : هذا القاتل يحيط بمنزلة الريفي الشبهة ، حيث كان يزرع المخدر بارجاء محيط بيته ، وحين تنبهت الراحلة من الأمر ، خشي ان تبوح للاخرين ، فغدرها من الخلف ، افضي مصرعها بالحال ، وهذا ما شهد به صديقة الذي تبين من التفتيش انه الذي قام بدفنها في محيط باطن الدار .

الطبيب الشرعي : هنا تنغلق القضية  .

الضابط: لن تنغلق القضاية ابدا ، طالما هناك عقول ساذجة صدق ومشاعر هاربة من بيوت ليس بها احتواء  .

الطبيب : دائما يتزايد معدل الجريمة بتزايد معدل النمو .

الضابط : وتزايد الفعل الاجرامي بنقصان الوعي .

الطبيب  : الفلاسفة العلماء الشيوخ والمعلمين واصحاب الخطي المعنوية  .

الضابط : اه ، لو تعود الادوار الي نصابها ، لتغير الوجود .

الطبيب: انما الفعل الأجرامي لن يتغير  .

المحقق : نعم ما يداوي الجراح سم .

تمت

بقلمي

عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق