الخميس، 3 مارس 2022

تأتي الرياح بمالاتشتهي السفن بقلم عبد الفتاح حموده

 


منذ أن توفي زوجي وقد زادت الأعباءالملقاه على عاتقي وقد أخذت من نضاره وجهي وقوامه جسدي ما أخذته تدريجيا ومن يومهاأصبحت بمثابه الأم والأب لأولادي وقد أعلنت الرفض التام لكل من تقدم للزواج مني ولست أنا التي تتزوج بعد زوجها الذي أسعدني طوال حياتي وكان مثالا للزوج الطيب الحريص على إسعاد زوجته والجدير بكل حب واحترام.

وقد ظننت أن الأعباء الثقيله الملقاة على عاتقي كفيله باخماد الجسد وإيقاف الفكر ومواجهة الاحساس بالوحده بعد انشغال الناس عنا بأمورهم لدرجه أنه لم يعد أي أحد يهتم بمتابعه أمورنا والسؤال عنا ولو هاتفيا ولهذا أحسست بأن الدنيا قد خلت تماما. والاحساس بالعزله يتزايد يوم بعد يوم ولم أعد أحتمل  الحياه بمفردي أبدا .

ولعل هذا الاحساس مهد لي أن أستقبل (طارق) الذي وجدته لايختلف كثيرا عن زوجي وقد جذبني إليه رقه حديثه وأسلوبه الهادئ وسعه صدره للتفاهم والتواد والحرص على إيضاح نواياه إذا غلبت على الطرف الآخر فهمها أو ظن بها غير القصد المنشود ومن الغريب أن طارق هو الآخر يعاني نفس الإحساس رغم أنه متزوج ولكن زوجته مشغوله عنه تماما بحضور مؤتمرات وندوات وكلها تخص تنميه الاسره وإيجاد الحلول المناسبه للمشاكل التي تتعرض لها.

والخطوه الثانيه أنه لامفر من زواجنا علي أن يخبر زوجته تدريجيا بذلك طالما هي غير قادره على القيام بدورها كزوجه.

ولم يفوتني ان أدع الفرصه لطارق ليتقرب إلي أولادي حتي يتقبلوا أمر وجوده في حياتنا فيما بعد. وكنت علي ثقه تامه أنه سوف يفلح في مهمته.

هكذا رتبنا أمورنا بعقليه واعيه حريصه علي الحفاظ علي علاقتنا وان كان الذي يفكر بعقله يظن ان الامور باتت كلها بيده.

وظننت أنا وطارق ان الأمور قد ألت الينا وأنه لم يبق إلا بضعه خطوات تبدأ حياتنا بعدها.

وذات ليله عدت أنا وطارق للبيت تلبيه لدعوه أولادي ووجدناهم قد اعدوا وجبه عشاء وأن كانت متواضعه علي قدر امكاناتهم إلا أنها تعني الكثير  وأن كنت قد أحسست ان هناك مايدبره أولادي وراء هذه الضيافه.

وبعد انتهاء الضيافه استاذن ابنى الاكبر أسامه الانفراد بي لوقت قليل وتابعه شقيقته ناهد ثم مجدي وهنا زادت حيرتي وشغفي لمعرفه ماذا وراء هذا كله. وكانت المفاجاه وبدأ أسامه يتحدث في هدوء تام:

شوفي ياماما.. أحنا فكرنا كثيرا في أمر زواجك من عمو طارق ووجدنا من الصعب علينا أن نتقبل رجلا غريبا مكان أبي  وقد اعددنا هذا الحفل للترحيب بعمو طارق كصديق ولكن ليس كاب بديل لنا...

جلست في غايه الصمت واذهلني الامر كله وطال بي الوقت في دهشتي وذهولي ونسيت ان طارق جالس في الخارج وخرجت مسرعه إليه فوجدته قد أنصرف..!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق