( تاجر الشعير و المسكين الفقير )
من تأليف :- عبدالله نوح
/////////////////////////////////
/////////////////////////////////
مَن كانَ يَظُنُّ أَنَّ الخَيْرَ لَمْ يَأْتيهِ
و أَنَّ النَّحْسَ دائِمٌ لَهُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ
قَدْ خابَ ظَنُّكَ بالرَّحْمنِ إِلهي
رازِقِ الغَنِيِّ و الفَقيرِ
أَقولُ لَهُ لا تَيْأَسْ و اصْبِرْ
فَإِنَّ مِنْ وَرائِهِما الخَيْرَ الكَثيرِ
وَ احْمُدِ الرَّبَّ إِذا أَغْناكَ
مِن خَيْرِهِ الواسِعِ و الوَفيرِ
بَلِ احْمُدْهُ على كُلِّ حالٍ تَمُرُّ بِهِ
كَيْ تَنالَ إِثْرَهُ جَنَّةَ النَّعيمِ
فَإِنَّ اللهَ لا يَنْسى عَبْدًا إِذا دَعاهُ
و لا يَنْسى دَعاءَهُ العَريضِ
فَئِذا أَغْناكَ إِلهَنا مِنْ فَضْلِهِ
فَكُنْ مُسانِدًا لِلضَّعيفِ و الفَقيرِ
فَإِنَّهُما مِفْتاحانِ مِن ذَهَبٍ
لِدَوامِ نِعْمَةِ العَزيزِ
وَ إِنَّ النِّعَمَ فانِيَةٌ كَما
يَفنى السُّكَّرُ مِن شايِ الحَليبِ
أَتَذْكُرُ قِصَّةَ الفَلاّحِ الَّذي
أَصْبَحَ تاجِرًا لِلْشَّعيرِ؟؟
كانَ يَجْمَعُ المَحْصولَ بَعْدَ
اِنْتِظارِهِ لِخَمْسِ سِنينِ
فَدعى اللهَ هذا العامَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِ
مِن رِزْقِهِ الواسِعِ وَ الكَثيرِ
فَأَكْرَمَهُ اللهُ بِثَرْوَةٍ
جَعَلَتْهُ سَيِّدًا لِلْسَلاطينِ
وَ في يَوْمٍ مَرّ مُتَسَوِّلٌ
عَلى دارِ تاجِرِ الشَّعيرِ
رَنَّ جَرَسُ دارِ التّاجِرِ الغَنِيِّ
وَ كانَ في سُباتِ نَوْمِهِ العَميقِ فَأَفاقَهُ صَوْتُ الرَّنينِ
فاحْمَرَّ وَجْهُهُ غَضَبًا عَلى غَضَبٍ
و صارَ مَشْتَمَةً عَلى المِسْكينِ
فَتَحَ بابَ الدّارَ مُقَرْطِبًا وَجْهَهُ
و قالَ : ماذا تِريدُ يا غريبِ
أَزْعَجْتَنا هذا المَساءَ و لَمَ نَنامَ
بِسَبَبِكَ يا لَكَ مِن شُؤْمٍ كَبيرِ
قالَ لَهُ : اُعْذُرْني عَلى اِزْعاجِكَ يا سَيِّدي
إني مُتَسَوِّلٌ مِسْكينٌ قَصَدْتُكَ يا تاجِرَ الشَّعيرِ
قالَ اغْرُبْ عَنّي يا هذا
لَمْ أُعْطيكَ وَ لَوْ قَليلِ
فَصارَتْ دُموعُ البائِسِ تَسْقُطُ كَالأُجاجِ
و خَرَجَ مِنَ الحَيِّ يائِسًا و حَزينًا و دَعا عَلى تاجِرِ الشَّعيرِ
فَسْتَجابَ اللهُ دُعاءَ المِسْكينِ
وَ رَدَّ التّاجِرَ لِبُؤْسِهِ القَديمِ
فَكانَ خَيْرَ جَزاءٍ وَ خَيْرَ عِبْرَةٍ
لِكُلِّ إنْسانٍ طماعٍ بَخيلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق