الثلاثاء، 16 يوليو 2019

ألـــلاجدوى ألـــلاأمل د.المفرجي الحسيني اللاجدوى اللاامل العراق/بغداد 14/7/2019

 ألـــلاجدوى ألـــلاأمل "
ألـــلاجدوى ألـــلاأمل
-------------------------
لا جدوى في جلوسه إلى هذه الساعة المتأخرة من السكون، تتماثل لديه كأنها سحب سوداء، متغيرة لتكون بعدها غبار الليل المثبت في كل زاوية ومفترق، ذهب بعيداً بنفسه بعد أن أيقن بعدميته الليلة، حاول أن يعود إلى نفسه، لكن إصراره بوجوده دفعه إلى مواصلة الابتعاد النفسي
اللاجدوى المنسابة إلى أعماقه بين فترة وأخرى، لم تتوالد لديه بذور القلق، لكن بعد مفاجأة الليلة، كانت البديل عن الصمت والجلوس، أيضاً روحه المثابرة على كينونة الشيء، وهو في أول التكوين والتصعيد كواجهة، الزقاق أمامه مفتوح حدّق ملياً في ظلمته، عاود الهمس الواغل في الشكوك العريضة، إلى إعادة ترتيب وضعه بإحساسه بتلك الليلة
مما حدا به إلى ذرف الدموع ، كتعويض عن حالة ضعفه ثم إلى حالة اليأس واللاأمل، استمر بالتحديق في ظلمة الزقاق، عاودت الدموع مجراها كان وجهه ملتهباً، عبر باحة البيت انطلق يواجه الطريق، واجهته الظلمة واجهها بقلبٍ صلب وإصرار، مضى في سيره واقترب من جدار متهدم حجري، جلس ابتدأت خواطره تنثال ذهنه ينتظر شيئاً ما، كان لإصراره وعناده قوة موحية، أن (الليلة) يجب أن تتمخض عن حدث يعيد إليه موقفه، في نفس تلك الليلة انبثق حِسٌ عميق كوهدة الليل، أن لا يعود يجب أن يبقى ينتظر، لقد خرج بإيماء نفسي مشوش ولكنه كان صلباً رجلاً حقيقياً، كانت الأنوار في المكان الجالس فيه، الموجه إليه تعطيه إحساساً
منبثقاً باللاجدوى من الجلوس وحيداً في هذا المكان، يجب أن ينهار ويتلاشى كفقاعة ميتة، ارتبطت بمكان يتلمس النور البسيط ، المنساب فوق حجر الجدار الذي يجلس عليه، أحس بارتعاش برد قليل ربما كان حساً مرضاً، التفت حوله وأسدل نفسه كواجهة جانبية، على بقية الدفء المتطاحنة في أعماقه، حاول أن ينهض، لا أحد يمر، مضى في سكون الليل ساعات طويلة، أحس بانهيار تام أمام شبح رجل، الرجل في الظلمة نفسه الذي يبحث عنه، ليست صلة إنسانية أحسها بأعماقه ، يتطاول حتى على أماني الإنسان العادية، لقد قتله حسه وما أحسّ بأن تتابعه اليومي
ينبع من كونه ظاهرة متغيرة على كون هذا المصير الإنساني
غير المحدد يتغير تبعاً لتغير النفس، يتبدل وفقاً لمنطلق الذات الخاصة، إذن عليه أن يصنع هذا التغير الحسي بنفسه، لماذا تتقاذف الذوات ، التي لا يعرف عنها شيئاً سوى شكلها الثابت؟ ، حينما فتح عينيه أكثر ليواجه موقفه الجديد، أحس بغاشية بيضاء أمام بصره، ثم قال: ليلتي هذه حزينة، كان طول الليل ساهماً يتطلع إلى السماء، وحينما خرج الفجر انبثقت وشوشة صغيرة، مجموعة عصافير حطت فوق صخور الجدار المهدم، دار على نفسه، لم يعد لظل الشبح الرجل الوجود الحتمي
لقد تركه خلفه وذابت الظلال هي الأخرى.
**********
د.المفرجي الحسيني
اللاجدوى اللاامل
العراق/بغداد
14/7/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق