الأربعاء، 3 أبريل 2019

من نفحات الإسراء والمعراج /بقلم الشاعر السعيد عبد العاطي مبارك

من نفحات الاسراء و المعراج 
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي ( مصـــــــر )
------------------------------------------------ 
نعيش هذه الأيام ذكريات عزيزة علينا من مواسم الخير التي نحتفي بها لكي نرويها للأجيال لمعرفة السيرة النبوية و الحكمة البالغة من وراء هذا القصد النبيل فبعد المحن تكون المنح و العطاء من رب العزة الي حبيبه محمد صلي الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و المرسلين فهذه واحدة من فضل الله عليه ...
فقد رأى النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خلال رحلته المباركة نهر الكوثر، وهو النّهر الذي اختصّه الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وذلك تكريماً له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: 
(بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) 
رواه البخاري

ويري جمهور العلماء أنّ الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنّهما كانا في حالة اليقظة بجسده وروحه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا ما يدلّ عليه قول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الإسراء: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ)، أي بروحه وجسده.

قال تعالي :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) 
سورة الإسراء، الأية 1 
وأمّا المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصّحيحة التي رواها الثّقات العدول، كما في سورة النّجم في قوله سبحانه وتعالى:

( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) 
سورة النجم 
لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إيناساً وتعويضاً للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - وذلك بعد أن نالت قريش منه ما لم تكن تطمع به بعد عام الحزن، وعام الحزن هو العام الذي توفّيت فيه زوجة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - الوفيّة خديجة بنت خويلد، وكذلك عمّه أبو طالب الذي كان يدافع عنه ويحميه. ثمّ جاء بعدها موقف أهل الطائف من النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والتي لقي فيها ما لقي من الأذى، جاءت هذه الرّحلة المباركة كي تعوّضه عمّا فعله به أهل الأرض، والذين أغلقوا الأبواب أمام دعوته ..
فعلينا أن نصبر الصبر الجميل فمعية الله مع عباده في كل زمان ومكان يمنحهم ما يتمنونه فأمر المسلم كله خير فليطمئن كل منا أن شاء الله .
و للحديث بقية بأذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق