السبت، 13 أبريل 2019

إنتبه ..لإنك مسؤول بقلم / محمـــــــد الدكــــــرورى

إنتبه ..لإنك مسؤول
بقلم / محمـــــــد الدكــــــرورى
كل انسان تقع عليه المسؤليه فقد خلق الله - عز وجل - الانسان وأمره بتحمل المسوليه وإن الشريعة الإسلامية جعلت الإنسان مَسؤولاً، وحمَّلته الأمانة والحفاظ عليها ورعايتها، وجعلتْ ذلك له تكريمًا وتشريفًا إن أحسن القيام بأعبائها وأدى حقَّها وجعل الله - عز وجل - الانسان خليفه فى الارض من أجلِ عمارتها بطاعة الله وعبادته وحده ولا شريك له، والعمل الصالح والإحسان إلى الخلق، ورتَّب على ذلك الدرجات العليَّة، والمقامات السَّنية في الحياة الدنيا مِن الحياة المطمئنة السعيدة، والفلاح والفوز في العُقبى.
ولقد جعل الإسلام الإنسان مسؤولاً منذ بلوغه سن التكليف؛ وهو الرابعة أو الثالثة عشرة، ويَستمرُّ ذلك التكليف ما دام القلب ينبض، والعقل يعمل، حتى يفارق هذه الدنيا ويرحل عنها؛ ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ والتكليف والمسؤولية لا يَسقطان عن الإنسان ما دام عقلُه حاضرًا، وفي جسده روح ويتنفَّس.
وإنَّ مَسؤولية حمل الأمانة والحفاظ عليها لا يقتصر على التكاليف الشرعية، والعبادات المفروضة، والشعائر التعبدية؛ كالصلاة والحج والصيام والزكاة، مع عِظَم شأنها ورفعةِ مَقامها، بل تشمل علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أيضًا، وتَعامُله مع الخلق أجمعين على أساس العدل والرحمة والهداية فالإنسان مسؤول عن تصرفاته وأعماله تجاه ربه وتجاه الآخرين.
وإن قدوتنا في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات والصعوبات هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ومن يَستقرِئ سيرته العطرة، ويتأمل مسيرته الطيبة المباركة في تعامله وصبره ودعوته، وفي حلمه وجهاده وتحمله، وسائر ما تميز به مِن أخلاق وآداب، وشمائل وصفات يَجد أنه المثال الحي، والقدوة الصالحة، في تَحمُّل الأمانة ورعايتها، وأنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان على قدْرِ المسؤولية، كيف لا وقد زكاه المولى فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ ..
ففي مجال الصبر على الأذى، وتحمُّل أخلاق الناس على اختلاف مشاربهم وعاداتهم، روى أنس بن مالك قال: "كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبَذَه جبذةً، حتى رأيتُ صفح أو صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرتْ بها حاشية البرد من شدة جبذته! فقال: يا محمد، أَعطِني مِن مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه، فضحكَ، ثمَّ أمر له بعطاء".
وفي مجال الدعوة والإرشاد والصبر على ردة الفعل، وما ينتج عن ذلك مِن سخرية وإيذاء من الجهلاء، وإعراض وحماقة من البلهاء، كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المثَل في مقابلة كل ذلك بالصبر الجميل، والتوكل الصادق، وبذل الخير والندى، ومقابلة غاية الإساءة بغاية الإحسان واللُّطف ..
ومِن ذلك عندما ذهَب للطائف يدعوهم إلى الإسلام، فما لبثوا أن أغروا به سفهاءهم وغلمانهم يَسبُّونه، ويَصيحون به، لكن رسول الله لم ييئسْ، بل مكث في الطائف عشرة أيام كاملة بعد هذا اللقاء، لا يدع أحدًا مِن أَشرافِهم إلا جاءه وكلَّمه، ولكن رفَضوا جميعًا، وأرسلوا خلفه عبيدهم وسفهاءهم، فصفُّوا أنفسهم صفَّين خارج الطائف، وجعلوه يمر من بين الصفَّين، وهم يَقذفونه بالحجارة ويَقذِفونه بأسوأ الكلام والسباب، حتى سالتْ دماؤه الشريفة على كعبيه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق