هفيف معذب
-----------------------
عدنان الريكاني/ 2019-02-15
------------------------------
تحلل مدارج الصمت وتساقطت أنسجته، كأنداف بياض الثلج بعين السماء، فتعرى الإدراكُ بناصية الشمس، وأستولى عساكر الضباب سفح الجنوب، مَنْ قال لكِ إني لا أشبهك، حتى صوتي بعد البرق ينبت كالكمئ في حجرك، وذاك الطوق يكتسي عنقي بمَدَى أشتهائه البعيد، قف كأنك ملح جرحي، ونداء طال غيابه لم يَجِدْ سبيلا لتغريدة مؤجلة فتكلس بحزنه الأزرق..
أيتها الحالمة بضوء معانقات همس بربري فوق جيدكِ الماسي، أتوجس رشفات قطع الوريد وصعق الرعشات بيننا، تلك السحابة الماطرة بقطرات قبعات مكسيكية، ارتوت مسامات جنون عشقي وهرطقة أجزائي المتناثرة بطعنات نظرات مياسة، حلمي يرقص ظله على كتف أنغام هفيف معذب ويلثم شفاه قصيدة مقيدة بالأغلال قبل الولادة وبعيد التصحر..
رائحة القبلات أثقلت كثافة اللقاء وأزكمت أنوفها المائلة بشهوة الهذيان، تطرب أحشائها بدخان عند ضفتي النهر وتقاسيم الخضرة فوق أكتافه ثمل بالوجع، يريدون تاويل سرج النور بحزمة آيات حبات القهوة، من بحر لا يؤمن بمعتقدات وطقوس شباك الصيد أو قارئة تتلاعب بدهاليز رملها المسحوق، كلما رسَمَتْ خطاً في راحتها خدش وجه القمر ونزفت النجوم ضوء جرح مكلوم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق