الاثنين، 25 فبراير 2019

خطوط يدي👈بقلم الشاعرة/ سعاد شهيد....

خطوط يدي
وأنا في طريق مظلم
شمس وحر و ظمئ
لا ظل ولا ماء
من بعيد ألمح سرابا يلوح بيديه
تحمله عصاه، ينادي انتظريني
قال أنت أيتها الشاردة، أنا المجذوب
مابك عن السرب تائهة
عن حظك مائلة
قلت لا أنتمي لأي سرب
وحظي هجرني من فرط الصقيع
قال هات يدك أقرأ خطوطها
أستفسر الآتي والبعيد
بحب الفضول وبأمل سماع ما يثلج الصدر
تركت له يدي
ليعقد حاجبيه من هول خريطة الأحداث
حياتك كانت صعبة وكلها عواصف ورياح
شتت أعشاشك مزقت العطر في  الأرجاء
قلت بلهفة نعم سيدي
ولا أريد الغوص في الأخبار
قال لكنك طيبة و حنونة
حياتك كانت ملكا للآخرين
اهتمامك كان لهم
لا أراك في تلك السنين
تبسمت كجواب وتأكيد
لا تيأسي بنيتي
فمازال ينتظرك إعصار
قلت آه وبدون إنذار
قال إعصار من بين ضلوعك
يجعلك مجنونة متمردة حتى على قلمك والأعراف وسلاسل الخضوع
قلت لا سيدي لست هكذا
بسيطة أنا سيدي وقنوعة
بدون قناع ولا مساحيق ولا أضواء
أعيش بعفوية وتلقائية
أنا يا سيدي لا أنتمي لهذا الزمان
 أحتفظ بالطفلة بداخلي
تجعلني لا أعرف الكثير عن حياة الكبار
لا لعلك أخطأت قراءة الخطوط
قال بل أنت بكل تأكيد
لأن مماثلك في هذه الحياة
موجود يبحث عنك في كل الأرجاء
يسعى لوجودك ليرتاح من عناء الترحال
من محطات الأسفار
إني أراه في كل الخطوط
يطوف يدور في متاهة الحروف
لعله يجد بوابة العبور
تائه في ليل طويل ينتظر ضوء النهار، و مزيدا من الإصرار
وأنا أود أن أسأله هل يقصدك انت
يامن تجعل مني شاردة في كل الأمكنة  والأزمنة
سمعت جرس منبه الهاتف
إنه الصباح لقد كان حلما
لأنك معي تسكن أحلامي أمنياتي
دمائي ليلي ونهاري
منك لن  ولا أريد أن أرتاح
فقد ملكت الديار والأشعار وحتى تربعت في صمت على الأسرار
لتجعل مني مشروع اعصار
سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق