الجمعة، 20 مايو 2022

شذرات لغوية بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ******************

 

((( إعراب ومعنى آية )))

قال تعالى :

" وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحٗا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۭ بِزِينَةٖۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٞ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ " ٠

[ سورة النور: الآية  ٦٠ ]

٠٠٠٠٠٠

والقواعد : جمع قاعد بدون هاء تأنيث مثل : حامل وحائض لأنه وصف نُقل لمعنى خاص بالنساء وهو القعود عن الولادة وعن المحيض .


عزيزي القاريء الكريم نتأمل سويا تلك الآية الكريمة لنقف على جماليات النص ومقاصده لكي يتضخ الفهم والإدراك و تفادي اللحن نطقا وكتابة من خلال  معرفة الإعراب بضبط الحرف الأخير للمفردة مع بيان وظيفة الكلمة و إبراز المعنى العام وما ترشد اليه في جمل موجزة من صحيح التفاسير ٠٠


* أولاً -  الإعراب:

-------------------

( وَالْقَواعِدُ) الواو استئنافية ومبتدأ والجملة مستأنفة (مِنَ النِّساءِ) متعلقان بمحذوف حال (اللَّاتِي) اسم موصول في محل رفع صفة للقواعد (لا يَرْجُونَ) لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة (نِكاحاً) مفعول به (فَلَيْسَ) الفاء زائدة وماض ناقص (عَلَيْهِنَّ) متعلقان بمحذوف خبر مقدم (جُناحٌ) اسم ليس والجملة خبر القواعد (أَنْ يَضَعْنَ) أن ناصبة ومضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل (ثِيابَهُنَّ) مفعول به والهاء مضاف اليه (غَيْرَ) حال (مُتَبَرِّجاتٍ) مضاف اليه (بِزِينَةٍ) متعلقان بمتبرجات (وَأَنْ) الواو استئنافية وأن ناصبة (يَسْتَعْفِفْنَ) مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ (خَيْرٌ) خبر (لَهُنَّ) متعلقان بخير (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) لفظ الجلالة مبتدأ وسميع وعليم خبراه والجملة مستأنفة. 

* ثانياً - المعنى الإجمالي:

-------------------------

عرفنا في مستهل حديثنا معنى القواعد ، ولذا نوضح معنى المرأة العجوز حتى تظهر الرؤية هنا للنص جلية ٠٠

و من ثم نلمح أن سورة النور بينت للناس أقوم المناهج، وأسمى الآداب

 و تشمل على كل ما يخص شؤون الأسرة من  أحكام  كما ركزت على حسن تنظيم  العلاقات بين الأقارب والأصدقاء، وفيها ما فيها من اليسر والسماحة٠٠

وهذه خاصية  تتعلق بالنساء اللاتي بلغن سن اليأس ٠

.

وقالوا: سميت المرأة العجوز بذلك، لأنها تكثر القعود لكبر سنها.

أى: والنساء العجائز اللاتي قعدن عن الولد أو عن الحيض، ولا يطمعن في الزواج لكبرهن، فليس على هؤلاء النساء حرج أن ينزعن عنهن ثيابهن الظاهرة، والتي لا يفضى نزعها إلى كشف عورة، أو إظهار زينة أمر الله- تعالى- بسترها.


و تبقى مناسبة هذا التخصيص هنا أنه وقع بعد فرض الاستيئذان في الأوقات التي يضع الرجال والنساء فيها ثيابهم عن أجسادهم ، فعطف الكلام إلى نوع من وضع الثياب عن لابسها وهو وضع النساء القواعد بعض ثيابهن عنهن فاستثني من عموم النساء النساءُ المتقدمات في السن بحيث بلغن إبان الإياس من المحيض فرخص لهن أن لا يضربن بخمرهن على جيوبهن ، وأن لا يدنين عليهن من جلابيبهن . فعن ابن مسعود وابن عباس : الثياب الجلباب ، أي الرداء والمقنعة التي فوق الخمار . 

وقال السدي : يجوز لهن وضع الخمار أيضاً .


استعير القعود لعدم القدرة لأن القعود يمنع الوصول إلى المرغوب وإنما رغبة المرأة في الولد والحيضُ من سبب الولادة فلما استعير لذلك وغلب في الاستعمال صار وصف قاعد بهذا المعنى خاصّاً بالمؤنث فلم تلحقه هاء التأنيث لانتفاء الداعي إلى الهاء من التفرقة بين المذكر والمؤنث وقد بينه قوله : " اللاتي لا يرجون نكاحاً " ، وذلك من الكبر .


= الخلاصة :

وعلة هذه الرخصة هي أن الغالب أن تنتفي أو تقل رغبة الرجال في أمثال هذه القواعد لكبر السن . 

فلما كان في الأمر بضرب الخُمُر على الجيوب أو إدناء الجلابيب كلفة على النساء المأمورات اقتضاها سد الذريعة ، فلما انتفت الذريعة رفع ذلك الحكم رحمة من الله ، فإن الشريعة ما جعلت في حكم مشقة لضرورة إلا رفعت تلك المشقة بزوال الضرورة وهذا معنى الرخصة .


نتمى أن نكون قدمنا في هذه الشذرات معلومات يسيرة حول الآية الكريمة حتى تعم الفائدة المرجوة من وراء القصد الحسن الجميل دائما ٠٠

مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...