الجمعة، 25 مارس 2022

تونس أرض العز والإباء بقلم أحمد المقراني

 

تونس أرض العز والإبــــاء

تونس يا أرض العزِّ والإبــــاء°°°يا موطنَ الأحـــــرار والشُّـرفاء

أرض الكرامة بالدِّماء تطهَّرت°°°وبها استئصال شأفــة الدُّخــلاء

ومن الجذور اقتلعــتْه ُالغاصبُ°°°وأوردتـْـه لغايــــــة الإفنــــــاء

بلد الأصالة حرفَ الضَّاد ترفعُه°°°عزّ العروبة جوهــــرة الإخاء

كنتُ من بين الذين تصـــــــيَّدوا°°°درَّ المعارف ساطـع الأضواء

يا تونسَ الأنْسِ كم قدمت مأثـرةً°°°إلى الشريد ينوءُ بــــــالأرزاء

وبثورة المقراني شـُـرِّد أهــــلنا°°°وطاب المقامُ بتونس الخضراء

خضر مرابعها بيض شمائلـها°°°سمَا الإبــــــــاءُ بأهلها الكـرماء

مني لتونِسِنــــا الحبيبه منـَّــةٌ°°°ولأهلــها الـــــورود للنبـــــــلاء

أذكر تونس الحبيبة في هذه الأيام وارفع أكف الدعاء لتونس بالرقي والازدهار والأمان. تونس منشأ شبابي التي وفرت لي أسباب المعرفة في كتاتيبها القرآنية وفي جامع الزيتونة العامر,أذكر أساتذتي وأترحم على من مات منهم وأحيي بحرارة من بقى على قيد الحياة،ورغم المدة القصيرة التي تمدرست فيها هناك فقد كانت اللبنة التي بنيت عليها معارفي.

أحيي الشعب التونسي الأبي الذي استضاف عائلتي بعد الثورة العارمة1871 التي قادها الشيخ الشهيد الحاج محمد المقراني وتمكن العدو الفرنسي من إخمادها بعد استشهاد قائدها ،عمل العدو على تشريد العائلات التي ساهمت في الثورة ، بالنفي إلى كاليدونيا وإلى الصحراْء والبعض استطاع الإفلات من الاعتقال والنفي باللجوء إللى البلدان العربية والإسلامية ومنها تونس التي لجأ إليها جدي الذي كان من أقرباء المقراني وقائدا في جيش الثورة.

أترحم بالمناسبة على أبطال تونس المغاوير الذين لم يوفروا فرصة للعدو كي يهنا بما زعم إنها حماية لتونس،والتي هي في الحقيقة استعمار بشع استولى فيه الغرباء المغامرون على الزرع والضرع، ولم يُقتلعوا إلا بعزيمة الثوار الأحرار. أحيي بالمناسبة وأترحم على روح البطل محمد الدغباجي قاهرهم ومذيقهم كأس المرار.قال الشاعريشيد به باللهجة الدارجة:

الخمسة اللي لحقو بالجــرة °وملك الموت يراجي

لحقو مـــولى العركة المرة °المشهور الدغبـاجي

وإلى كل من ناضل وبذل النفس والنفيس في سبيل الوصول إلى يوم 20 مارس يوم التحرير وهزيمة العدو. أحيي بالمناسبة  وأترحم على أرواح شهداء مظاهرة 18 جانفي 1952 ال10 بماطر ومن بينهم طفل صغير ، والشهيد محمد القرواشي الذي كان عاملا بمرزعتنا ،ونعتبره عضوا من عائلتنا، والذي طلب الشهادة ونالها.

أحيي تونس الأخوة والتضامن ،التي وقفت إلى جانب ثورتنا ووفرت إمكانات هائلة للثوار الجزائريين عدد من مراكز التدريب العسكري للثوار الجدد أقيمت على أرض تونس، داوت الجرحى في مستشفياتها، وآوت عائلات اللاجئين على حدودها، وتحملت اعتداءات العدو تبعا لذلك، ومنها مجزرة ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958 التي خلفت أكثرمن75شهيدا من التونسيين والجزائريين. جاءت المجزرة حسب القانون الأهوج للعدو الذي ينص على حق الملاحقة، والتي ستبقى سبة تلاحق العدو ،ورمزا لتضامن الشعبين التونسي والجزائري، وإن الدم المسفوح سيبقى يطارد العدو ويلعنه. وأخيرا هنيئا لتونس ولشعب تونس وأرضها وهوائها وخضرتها بيوم تحررها وانتصارها بشعبها الحر الأبي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق