السبت، 5 مارس 2022

الحرب بقلم يحيى عبد الفتاح

 




الحرب تعريفها هو محاولة فرض الإرادة

أي محاولة فرض إرادة طرف على طرف آخر سواء هناك تكافؤ أم لا والاقتتال بالسلاح هو آخر مراحل فرض الإرادة ولو عدنا قليلاً للتاريخ نجد أن الحرب العالمية الأولى كانت بسبب فرض إرادة تكتلات دول ضد تكتلات دول أخرى كتلة تتزعمها ألمانيا وكتلة تتزعمها بريطانيا العظمى آن ذاك أشعل شرارتها اغتيال وريث عرش النمسا فرانز فيرنانديز سنة 1914

إنتهت الحرب بانتصار بريطانيا وحلفاؤها ونتج عنها معاهدة فرساي 1919 تلك المعاهدة القاسية التي سلبت ألمانيا أراضٍ منها وسلاحها بمعنى أنها سلبت إرادة ألمانيا كدولة عظيمة في أوربا بل في العالم أجمع

ثم تمخض النظام الألماني عن انتخاب أدولف هتلر سنة 1933 وجاء هتلر ناقماً على معاهدة فرساي فتوقف عن دفع التعويضات المفروضة على المانيا ثم تحرك قليلاً فأخذ ما اقتطع من ارض ألمانيا لصالح فرنسا ثم فرض إرادته على العالم باجتياح بولندا ثم هولندا فبلجيكا حتى دخل باريس مظفراً 

لست بصدد سرد عسكرية لا أفهم فيها ولكن الشاهد أن هتلر دخل للاقتتال لفرض إرادة ألمانيا وأتت الحرب بنتائج معاكسة لأحلامه بسبب غبائه وفرط تهوره مما أدى لهزيمته وانتحاره نهاية المطاف ثم. 

توالت الأحداث وتغير العالم إلا من محاولات فرض الإرادة التي نحن بصددها الآن

روسيا تحاول فرض إرادتها على الغرب لتحافظ على ثوابتها الحدودية وأمنها القومي والغرب يحاول فرض إرادته بالسيطرة على كامل أوربا بما فيها ثوابت روسيا الاستراتيجية والحدودية وبالطبع الأمنية فمن سينتصر؟ 

لن ينتصر أحد وسيقتسمون كعكة الدول الضعيفة سوياً على طاولة المفاوضات مثل اتفاقية سايكس- بيكو بعد الحرب الأولى واتفاقية يالطا بعد الحرب الثانية. 

لن تجازف دولة باستعمال النووي وإن هددت وإن توعدت فكلهم يخشى بل يرتعد من مجرد التفكير في الردع النووي ولكنها الجعجعة إن صح الوصف لفرض الإرادة وتحقيق بعض المكاسب من التهديد بالنووي ولكنه وبكل تأكيد لن يحدث ولن يستطيع أي من الطرفين الذين يسعيان لفرض إرادتهم على الآخر أن يستخدم سلاح يعيد الأرض إلى القرون الوسطى

وأخيراً حقائق القوة هي التي تفرض نتائج المفاوضات التي ستأتي بالتأكيد لتعيد لنا أسوأ الذكريات ذكريات سايكس بيكو ويالطا ليحكمنا علم جديد آخر. 

ثم ينتجون أفلاماً سينيمائية يعرضون فيها بطولاتهم في الحرب الجديدة ونحن حول موائد الثريد العربي ولحم الضأن وبعض التمر والحشيش نشاهد ونصفق للبطل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق