سأبتني من ندى الأشواقِ من حُلمي .....
كوخاً يُظلِّلني من لفحَةِ العدمِ
في مُنتهى الأُفُقِ المهجورِ أنصُبُهُ ....
عيدانُهُ من نشيجِ الرّوحِ من ألمي
أُطلُّ منه على الأدهارِ أرقُبُها .....
والأرضُ أسألُها عن سالِفِ الأُممِ
تلكَ الحشودُ من الأقوامِ أينَ غدتْ .....
من عهدِ آدمَ في بُكْمٍ وفي صَمَمِ
تئِنُّ هاجعَةً في التُّربِ ما برَحتْ .....
وكلُّنا نغتَذي من هذه الرِّممِ
أُحسُّ في بسمَةِ الأزهارِ دمعتَها .....
ونوحَها في غِناءِ البُلبلِ النَّغِمِ
وفي صدى نشْوةِ العشَّاقِ غَصَّتها .....
وحزنَها في لذاذاتِ الصِّبا النَّهِمِ
وأشعُرُ اليأسَ يسري في تَنهُّدِها....
عبْرَ الثَّرى والأسى في رَعشَةِ الحُلُمِ
تقتاتُ من أملٍ حُلوٍ يؤانسُها .....
في وحشَةِ القبرِ يُسْليها عن السَّأَمِ
وفي تَرقُّبِها ترنو مُؤمَّلةً .....
لصحوةٍ من سُباتِ الأسرِ في الرُّجُمِ
****
في ظُلمةِ الخاطِرِ المذبوحِ يُنعشُني..
ومضُ الرَّجاءِ ودفءُ الشَّوقِ والأملِ
شوقي الى الأهلِ والأحبابِ قد عبروا.....
وهمَ الفناءِ إلى كينونةِ المُثُلِ
شوقي إلى حضْنِ أُمِّي أرتَمي ظمِئاً.....
لضمَّةِ الصَّدرِ للتحنانِ للقُبَلِ
لأُغنياتٍ يذوبُ القلبُ مُنتَشياً .....
من سحرِ أنغامِها من رقَّةِ الجُمَلِ
لوالدي أحتمي أنغَلُّ مُختبِئاً .....
في طيِّ بردتِهِ من رعدةِ الهَوَلِ
يلهو يُداعِبني نشوان يحضنُني .....
أحسُّ فرحتَهُ في غبطَةِ المقَلِ
يروي لنا قصصاً أهفو لأسمَعَها .....
تَنهلُّ من فمِهِ أحلى من العسَلِ
ياربُّ هل في رؤى الأحلامِ من أملٍ....
أن نلتقي الأهلَ في ديمومةِ الأزَلِ
أنتَ الرَّحيمُ فلا تُقْنِطْ ضَراعتَنا .....
أرواحُنا في النَّوى ذابتْ من العِلَلِ
في دارِ مجدِكَ في أفياءِ روضَتِهِ .....
يزهو اللِّقاءُ فتهْفو الروحُ للأجَلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق