الثلاثاء، 15 مارس 2022

يا قاتلا نفسك بقلم عاشور إسماعيل عبد الرحمن

 

يا أخوتي لقد طفح الآنَ الكيلُ وبلغ السيلُ الربا

وحرامٌ على الجميعِ الصمتُ ويحلُ له التحدثا

أندفنُ في الرمال كالنعامةِالرأسَ والفم والأعينا

أم نرفعُ في السماءِ كالصقورِ الصوتَ عاليا مدويا

يا قاتلا نفسَك هل تظنَنَ أنَ لروحِك حائزامتملكا

لا يا حبيبي ثم لا،ما أنت إلا وعاءٌ ليس إلا حاملا

إنها ملكُ الإلهِ البرِ الذي بها إليك أهدي متفضلا

فلا حقَ لك في ظلمها فضلا أن تكون لها قاتلا

فماذا أنت قائلٌ لمالِك أمرِها غدا يا مذنبا وسافكا

أم تُراكَ بهذا تستريحُ وتصبح في النعيم مخلدا

هيهات  لما تظنُ فإن بعد الموتِ حسابا مُشدَّدا

فهل أنت تضمنُ عفوَ ربِّك أم أخذت منه موثقا

فمن هم خيرٌ مني ومنك إيمانا  وعلما وتعبُّدا

كانوا يحسِبون ليومِ الدينِ خمسين ألف تحسُّبا

يكفيك أنك متَّ وخلَّفتَ خلفَك أُمّا وأهلا وقوما

قلوبُهم عليك كادت من الحزن أن تموتَ وترحلا

أليس هذا بالوالديْن عقوقا لهما وذبحا قاتلا

فلِمَ تهرب بفِعلتِكَ القميئةِ هذهِ وتدَعْهُما هكذا

فارفِقْ بنفسِك يا أخي وكن لها سهلا هيِّنا ليِّنا

إن الموتَ حتما بإذن ربي كأسٌ لا محالةَ يأتيا

ولا بدَ للكلِّ يوما أن يكون له ذائقا ولربه ذاهبا

فعلامَ التعجُّلُ يا حبيبي فإن لكل شيءٍ موعدا

أم أنك تعجلُ لنعيمٍ مقيمٍ هناك ينتظرُك متلهِّفا

لأنك لدينِ اللهِ أو للوطنِ  أذْهقْتَ رَوْحَك صابرا

قدأهلكتَ نفسَك وأحزنتَ الأحبةَ وأفرحتَ العِدا

واعلم أنك في  وقتِ قتلِك لنفسِك كنتَ ستُقتلا

إي وربي فإن عمرَك يا حبيبي وقتَها نفد وانتهى

فإذا صبِرتَ دقيقةً لجاءك  الموتُ دون أن تطلبا

وتكونَ قد وفَّرتَ مئونة قتْلِ نفسِك وأن تتكلَّفا

لكنْ عجِلتَ بسوء خاتمةٍ وكبيرةٍ قلّما أن تُغفرا

وهل تبتَ في حينِها أمْ أنَّ للغرغرةِ سبْقا معجَّلا

فإنّ للهِ المشيئةَ  فإنْ شاء عذّب وإن شاء عفا

فماأراك واثقا بالعفو أوبغيره فلِم جازفتَ بها

ويا مهذِّبا ولدَك  اُشدُدْ عليه إذا رأيته متعنِّتا

ولا تخفْ أن يكون لك بقتْلِ نفسِه مهدِّدا وقائِدا

فالأعمارُ بيدِ اللهِ يكون بها واهبا أو نازعا

ليست بيدك ولا بيد ولدِك فيكون بها عابثا

وهيّا للإله نتوبُ ونرجع  ويصيرُ ذلك منهجا

حتى يرفعَ عنا وعنكمُ عقوقا وحزنا وتقتُّلا

فكلُّنا نُخطئ لكن هيّا نقول للهداية حيِّهَلا

إني فقط  لي ولكم مذكِّرٌ وما قصدتُ بها حدا

وأعتذر أنا لكل شخصٍ بهالمصيبةِ قد  بَلى

فكلُّنا معرَّضون لهاالبليةِ وابنُ نوحٍ ما اهتدى

ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى وما تحمل  إلا وزرَها

إني أخاف على ابني وابنِك من هالنهايةِ والبِلا

وإذا سكتْنا فماذا نقول لربٍ أمرَنا أن نتكلَّما

وإن الهدايةَ لنا كلّنا طوقُ النجاةِ في بحرِ الهوى

فمن تمسَّك بها نجا ومن تراخَ فقد هوى وغوى

فإن الدارَ الآخرةَ هي الغايةُ والباقيةُ والمبتغَى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق