السبت، 12 مارس 2022

تَغيَّرتِ عني بقلم د. محفوظ فرج

 



تَغيَّرتِ عَنّي

وليسَ غريباً عليكِ

فأنتِ كَمْنْ كنَّ قبلكِ 

يا ما توشحنَ بالحبِّ 

فاضَ بهنَّ الحنينُ

وَرقَّقنَ قلبَ المُحبِّ بثوبِ الوفاءِ

بُعَيدَ غروبٍ

تَمَثَّلَ في السرفاتِ 

التي دَنَّستْ أرضَنا 

فاستطالتْ شرورٌ

وغابَ سرورٌ

أنتِ آخرُ من أخذتْ تَتَباطأُ 

في وصلِها

آخرُ الفاتناتِ اللواتي 

توهَّجْنَ شوقاً 

تفَجَّرْنَ عشقاً 

وذا ديدنُ الشعراءِ يُمَنُّونَ أنفسَهُم  

أنْ تداومَ ملهمةٌ بالتفاني اشتياقاً 

تَدفَّقُ منه ينابيعُ أشعارِه

أنتِ أوَّلُ مَنْ هَجَرَتْ دونَما سببٍ

بَعدما عَلَّلتني معانيكِ 

أجملَ ما يستسيغُ المُحِبُّ

حلاوةُ لفظٍ يتابعُها غنجٌ شاعريٌّ

تَخَيلتَهُ 

كغرامٍ تَلبَّسَني في خليلةِ عمري  

قُبيلَ اجتثاثِ سماتٍ

تأَّصلَ فيها الثباتُ

على ما وُعِدْنا بهِ 

فما حيلتي غيرَ نَوحٍ عليها

على السنواتِ التي 

أتخِمَتْ بالوفاءِ وصفوِ الودادِ 

على كلِّ ما ضاعَ منّا 

مواطنُنا

وقائمةٌ من معانٍ 

لها وطنٌ في الضمائِر

أعرافُنا 

وعقيدتُنا 

وهويتُنا

قولُنا

فعلُنا 

ومدارسُنا ومعاهدُنا 

ما نحبُّ 

وما نتحاشاهُ

جراحٌ تَفتّقنَ حزناً 

لهذا أعرني غيرَ النواحِ على الدار

أعرني بصيصاً من الضوءِ من أملِ

في نهايةِ أنفاقِنا

بعدَ أن سقطتْ كلُّ أحلامِنا 

في الحضيضِِ

حقائقُنا أصبحتْ لا تُرى 

في الخيالِ 

لا تُلامُ النساءُ على ما جرى

ويُلام الرجالُ

فمَهْما التوَتْ سوفَ تبقى 

الحنانُ 

هيَ الأمُّ باقيةٌ ما استطاعَ العدوُّ

اجتياحَ الامومةِ فيها

هي الاختُ لم يتسلَّلْ 

إليها عدو ٌ ولم تَتَجَرَّأْ شراذمُ 

أن تتقربَ منها

هي الأرضُ إن داسَها معتدٍ

سيطهرُها أهلُها 

هي تدعو رجالاتِها احتضنوني 

وإلا تزلزلتُ

من تحتِ أقدامِكم 

هيَ من عَلِقَ القلبُ فيها

وإمّا خلوتَ لنفسِك 

تذكرتَ حبَّ شقيقة ِروحِك 

مهما  يُغيِّرُ كرُّ السنينِ 

ملامحَها  وَتَهدُّكَ شيخوخةٌ

سوفَ تبقى  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق