إقتربت سهيلة من زوجها ...كان غارقا في قراءة رسائل الأصدقاء على الهاتف..حاولت أن تثير انتبهاهه بالجلوس قربه..تدنو منه..تلاطم خصلات شعرها...تختلس النظرات في وجهه..كأن غريبا يجلس معها..تخاف أن تثير غضبه..هي تعرف أن زوجها يكره المقاطعة..والاستماع لشكواها..ولاحتى نجواها.لم ينظر إليها .وعيناه لاترمش. يحملق في شاشة الهاتف... .إنتهى من قراءة رسائل المسنجر..وبلمسة تحول من البحر الازرق إلى العالم الأخضر..وصله مقطع فيديو من صديق على الوتساب. بدأ يتفرج ويضحك .وزوجته مازلت مكانها...تبكي بلادموع..وقد مزقت اللامبالاة قلبها..تقترب منه قليلا ...لكن هوأبعد منها كبعد السماء عن الأرض. سهيلة زوجة مطيعة.. وجميلة في نفس الوقت.. أخلاقها عالية.. رقيقة الإحساس.. حسنة العشرة.. لكن زوجها الأناني لا يفقه هذه الصفات الحميدة.. لا يجلس في البيت كثيرا.. وإن جلس يجالس هاتفه.. لايمل من الدردشة مع أصحابه.. ومن يدري ربما يكلم نساءا أخريات.. فعالم النت لايخلو من مواقع الدردشة .. سهيلة.. ذنبها الوحيد أنها لاتعرف القراءة والكتابة.. ..محتارة..منذ تزوجت هذا الرجل..الذي جاء بها من قريةصغيرة نائية إلى بيت فخم.. عبارة عن قصر يكاد يكون أكبر من قريتها. مرّ عام ولم ينجبا طفلا.. طفل يملأ فراغ وقتها.. وجفاء زوجها.. مرّ عام كامل ولم تسمع منه كلمة أحبك.. ولم تسمع مدحا.. ولا مجامله.. تسمع فقط الأوامر.. كم مرة فكرت في طلب الطلاق.. لكنها تعرف أن أبويها اللذان باعها لهذا الرجل الغني ماديا.. والفقير روحيا وأخلاقي.. لن يقفا إلى جنبها.. بقيت سهيلة جامدة مكانها...كدمية..لايعيرها هذا الرجل صاحب القلب الجامد أي اهتماما..ولايشاركها حتى النظرات.. .عبس وجه سهيلة وتولت..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق