الرحيل بقلم نهيدة الدغل معوّض

 

الرحيل... 

سأرحل بعدما أصبحت حقائب الرحيل جاهزة... 

سأرحل بعدما تاهت مني الدرب ... 

وضاع الأمل في غياهب الظلم والأقنعة المزيفة... 

سأرحل تاركة مصيري للمجهول وسأعبر حائرة بين قدري وآمالي المحطمة 

بين عقل وقلب يتنافسان ويتقاطعان داخلي بنداء 

الصمت المقهور والأمل المفقود... 

سأبحر على امتداد الصمت والأمل إلى حيث لا أدري... سأرحل لكن سأبقى لآخر العمر أسعى ألى عالم هادئ 

وستبقى حياتي بداية جديدة تودع أخرى... 

سأرحل لكن ستبقى حروفي برق يخطف لي نظرة من عين السعادة 

يكحلها بنوره... 

وستبقى كلماتي تعزف غربة حكايا صمت على طبول الذكرى... 

سأرحل لكن سيبقى الأمل مفتوحاً على تأليف قصص وروايات تحيكها قضبان من الأماني والأحلام... 

سأرحل لكنني سأحاول دائماً أن أحضن الكون بذراعيّ 

ليصبح فيضاً من الحنان والأمنيات... 

سأرحل وأتركك ولن أراك من جديد ولن تجد برحيلي سوى الصمت والسكون 

وستتذكرني حين ترى خيوط السحاب وراء الأفق 

تعانق شروق الشمس 

حينها ستكتوي بنار الذكريات

وتحن أليها مثلما يحن المرء لطفولته... 

سأرحل وقلبي مُثقل بالأوجاع

وروحي ترتدي الفراغ... 

فراغ يهمس حولي في غصة تضج في صمت الكلام...

... سأحاول النسيان وفي قلبي احتضار أمنية لم تتحقق 

وحزن في القلب يأبى الرحيل... 

سأرحل تاركة كتاباتي التي ستبقى على مر الزمان 

وسيبقى قلمي تائهاً بلا عنوان 

وسأترك قلمي وورقتي في طي النسيان 

يتنافس نداؤهما على مسمعي 

لأسعى أنا إلى عالم هادئ لا حركة فيه... 

سأرحل إلى واحة أسعى فيها إلى سكينة تُحيي الماضي وتكتبني معاني 

وقلمي يغزلني قصيدة حزينة...