الأحد، 13 مارس 2022

أحوالُ عشقٍ بقلم حسام الدين صبرى

 

                         مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ مَاعِلاَقة الرَّبيعِ بِالزَهرِ ومَاعِلاقةُ الشَّمسِ بِالنَهرِ

ومَاعِلاقة الليلِ بِالغُربةِ ومَاعلاقةُ القلبِ باِلشِّعرِ

ومَاعلاقة الطفلِ بِأمَّهُ وماعلاقةُ الفروعِ بِالشَجرِ

                        مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ مَاهوَ البُكاءُ وما تاريخُ البكاءِ وأينَ وُلدتْ

أينَ وُلدتْ أول دمعةِ شَوقٍ وكيفَ يعيشُ الحُزنُ

عصورًا وعصورًا بِرغمِ العِناقِ وبرغمِ اللقاءِ

وآخرُ دمعةٍ أينَ سَتُدفن في الأرضِ أم في السماء

                       مُنذُ عَرفتُكِ

أمشى خَلف دُخانٍ أسلُك طريقَ بَابِل تَأخُذيني إلى عُمان

أكتُبُ مِئاتَ القصائدِ وتبقى بِلا عُنوان

أتَّخذُ آلافَ القراراتِ وأعلِنُ العِصيانَ تَمضي شَفَتيكِ

تمضي شَفتيكِ قراراتي فَيُصبحُ الكُفرُ إيمان وأحبُّ 

 السجنَ والسَّجانَ وأعشقُ السَيرَ خَلفَ ضِيائكِ حَيثُ كَان

                        مُنذُ عَرفتُكِ

وأنا أُحبُّ انفِرادِي بِذاتي وأصُبُّ على دَفاتِري آهَاتِي

وأهدرتُ آلافَ الرِّيشاتِ ولم أرسم لَكِ لوحةُ واحدة

وأسألُ الشِعرَ دومًا كيفَ أزَيُّنُ كَيفَ أزَيّنُ لَكِ الأبيات

                        مُنذُ عَرفتُكِ

تَغيرت طبيعة الأرض وتغيَّر  تَغَيَّرَ.  المَسَار

لم يَعُد القمرُ قمرًا ولم يعُد المدارُ   هوَ. المدَار

وبرغم أننا في زمانٍ يكرهُ الثورةَ  ويَكرهُ. الثوَار

ثارَ قَلبي بعدَ ثُباتٍ وفي كُل رُكنٍ في كُلِ رُكنٍ أشعلَ نَار

                       مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ كيفَ أخاطبُ الزهورَ وماهي لُغةُ الطُّيور

وأينَ وِلدت آخرُ الحُورياتِ وأضفتُكِ فاكهةُ جديدة

على الفواكه، وعرفتُ من أي شىءٍ تُصنعُ العطور

                       مُنذُ عَرفتُكِ

وتَغيرت اللُغَةُ العربية، وخَاطبْتُكِ بِلُغةٍ لاتعرفُها

لاتعرفُها البشرية، ولاَ ذكرها قبلي التاريخُ فلا هي

عربيةٌ ولا هي فارسيةٌ ولا هي هيلوغريفية

هي لُغتي أنا،  وإرثي أنا من كُتب العِشقِ المنفية

                       مُنذُ عَرفتُكِ

وكَفَّتِ الدنيا عن قتلِ الأزهارِ ومُصادرة الحبِّ فينا

وحرقِ كُتبِ الأشعارِ، لم تَعُد العصافيرُ حائرةً حائرةً

في السماءِ بَاكِيةُ ليلَ نهار، أصبحتْ في الصباحِ تُغني

وفي الليلِ ترقُصُ    تَرقُصُ. على. الأشجَار

                       مُنذُ عَرفتُكِ

وأحوالي كُلها استنفار، لم يعُد سَريرِي يَعرِفُني لم تَعُد الدارُ

هِي الدار. 

حَلَّت مَواسمُ الوجعِ في أرضي وكُلَ يومٍ يَضربُني إعصار

وبرَغمِ المَوتِ وبَرغمِ الغَرقِ وبرَغمِ هذا الدمَار

أرى وجهكِ الحالم كَعهدٍ جديدٍ. كَعَهدٍ جَديدٍ. للإعمَار

                        مُنذُ عَرفتُكِ

وهذه هي الأحوالُ شدَّني المَوجُ فلا رأيتُ شَطَّا ولاَ رِمَال

يكفينى أنكِ معي في هذا البحر لِيحلو الغَوصُ في عَينَيكِ

ليحلو الغَوصُ في عينيكِ أضيفُ على اللؤلؤُ كَفَّيكِ

لِيزدَادَ اللؤلؤ بريقًا وسحرًا وبِعينيكِ يزدادُ الجمالُ جمَال

 فَالبرُّ بدونكِ موتٌ والتَوبَةُ بعدكِ كُفرٌ وضلال


                        مُنذُ عَرفتُكِ

والطقسُ كلُّهُ شتاء.. أشواقي شِتاء.. بُكائي شِتاء

حتى لقائي بعينيكِ لقاء الزرعِ بالشتاء

إن فاضَ المطرُ لاتُغلقي النوافذُ إني بحاجةُ

إني بحاجةٍ إلى المطرِ وجَزِيرتُكِ بِحَاجَةُ إلى الشِتَاء


حسام الدين صبرى/ديوان/حب وراه الثرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق