الجمعة، 21 يناير 2022

عُصْفورٌ خَنَقَهُ الرَّنِين بقلم الشاعر محمد الادريسي

عُصْفورٌ خَنَقَهُ الرَّنِين
سَمِعْتُ تَغْرِيدَ الطَّيْرِ الحَزِين
فُؤادٌ مَشْغُوفٌ أصابَهُ الحَنِين
ذَكَّرَني بِصِدْق الفُؤادِ القَطِين
سَأَلْتُهُ لِمَ الحُزْنُ عُمْرَ السِّنِين

نَظَرَ إِلَيَّ قالَ لَوْ جَرَّبْتَ الأنِين
لَوْ عَرَفْتَ قِصَّةَ الحُبِّ الرَّزِين
لَمَا فاجَأتْكَ تَغارِيدُ السَّجِين
زَفْرَةُ الشَّوْقِ تَقُودُ إلى الطِّين

أيَقْتُلُنِي الشَّغَفُ قَبْلَ الحِين
أيَذْبَحُنِي بِحادِّ الحُبِّ السِّكِّين
ألَيْسَ حُبُّ النَّاسِ مِنَ الدِّين
أيُعابُ على المَرِيض الدَّهِين

طَوَّقَتْهُ عِلَّاتُ الضَّعْفِ اللَّعِين
تَشْدُو العَصافيرُ فَرَحَ المَكِين
لا تُسَلِّيها هُمومُ البُعْدِ الطَّنِين
كَيْفَ يُحَطَّمُ الحِصْنُ الحَصِين

الطَّيْرُ تُهاجِرُ إلى واحَة العاشِقِين
تُفارِقُ الهِضابَ تَحْفِظُ العَنَاوِين
لِتَعُودَ إلى الدّار كالفارِسِ الأمِين
في الحُضُور يَزْدادُ الشَّوقُ المَتِين

فَفي الغِياب يَتَدَفَّقُ كالماءِ المَعِين
فَفِي البُكاء تـُقْرَأُ كَلِماتُ الإسْفِين
أسْتَعْجِلُ الأيّامَ كَمْ أُقْسِمُ اليَمِين
أكاليلُ مِنَ الورود باقاتٌ التِّين

بَيْنَ الجَوانِحِ يَمُرُّ العِشقُ الدَّفِين
غائِبٌ حاضِرٌ لا تَسْأل عَنِ اليَقِين
اِرْتَوَى الخَيالُ مِنَ الحُبِّ الظَّنِين
كان صَرْحَ أحْلامِ الهَوَى الرَّهِين
طنجة 2022/01/19
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق