الجمعة، 10 ديسمبر 2021

من الذي يحارب بلادنا عبر التاريخ، ومنذ أقدم حروب شنت ضدنا؟! _ بقلمي: هيام سليم الكحال

_ من الذي يحارب بلادنا عبر التاريخ، ومنذ أقدم حروب شنت ضدنا؟! _

بقلمي: هيام سليم الكحال
Dec 10 2021
________________

من الذي يحارب بلادنا عبر التاريخ؟!
سؤال توقفت عنده طويلا وأنا أطالع قبل أيام بعض الحقائق التاريخية عن عيد استقلال اليمن,
Nov 30 1967,
وجلاء آخر جندي بريطاني عن جنوب اليمن..

حقائق ليست بالمفاجئة، ولكن لابد من أن نعرفها ونعيها، ولا بد للمفكر البسيط أن يعي لطرق الإستعمار المتبعة للتغلب على شعوبنا بتخطيط بسيط إنما ذكي، وبأقل خسارة ممكنة في جيشه وعتاده..

سأترك الآن موضوع "عتاده" في هذا المنشور، والكل يعرف أن عتاد الإستعمار يعتمد على دول خونة العرب في كلفته وسرقتهم لموارد بلادنا، وأيضا على ضحايا المساكين الأبرياء في تجريب هذا العتاد فوق رؤوسهم، وبتدمير بلادنا..

حديثي اريد أن أركزه على جيش الأعداء ونوعيته..

والذي لفت نظري وشد انتباهي عن جلاء أخر جندي بريطاني عن اليمن أن معظم الجنود البريطانيون الذين كانوا يحتلون اليمن كانوا من أصل هندي، ومع ان الهنود يشكلون جزءا من سكان بريطانيا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو مالذي جعل البريطانيون يستخدمون الهنود في احتلالهم لليمن؟! أهو الإستفادة من أشكال الهنود القريبة من أشكال العرب لمساعدة البريطانيين في نيل ثقة المواطن اليمني، وتسهيل اختلاط جيشه بشعوبنا لأغراض التجسس والمخابرات، ام أن السبب هو أن أرواح الهنود أرخص من أرواح البريطانيين البيض بالنسبة للمستعمر العنصري؟!

واليوم نعاصر الحروب التي تشنها أمريكا والغرب على بلادنا، ومن السهل للعربي الذي يعيش في أمريكا أن يلاحظ بسهولة أن معظم أفراد الجيش الأمريكي هو من العرق الأسود ومن المهاجرين الهسبانك/ اللاتين من أمريكا الجنوبية، وان الجنس الأبيض لايشكل سوى أقلية في الجيش الأمريكي، وأكثرهم في مراكز ضباط ومسؤولية في الجيش، عدا عن أقلية بيض بسيطة بين الجنود العاديين واكثرهم من فقراء أمريكا..

وهذا بالتأكيد لابد من أن يساعدهم في حربهم ضدنا بتحسين سمعتهم بين أفراد شعوبنا المتعاطفة مع السود والهسبانك، ويجعلنا نثق بهم لاعتقادنا بأن أمريكا عنصرية، وأن جيشها الأسود والهسبانك مضطهدا من قبل امريكا، وهذا سيساعد أعداءنا بالتأكيد في خطتهم المعهودة في الذوبان بين شعوبنا والتجسس والاستفادة من أخبارنا العسكرية لثقتنا بهم وتعاطفنا معهم، وبأقل جهد تبذلها حكوماتهم ضدنا، وبأقل تضحيات من أولئك الجنود الذين نسميهم مرتزقة..

والأمور طبعا تطورت منذ عهد بوش، عندما تعهد ان يحرض العرب ضد بعضهم لقتل بعضهم، وبذلك استطاع الاستغناء عن معظم جهود جنوده، وخاصة أن صراع العنصرية احتدم في الوسط الأمريكي عندما صارت معظم التوابيت تعود بأجساد قتلى سود ممن يسمونهم هنا أقليات ويميزونهم عنصريا..

وبهذا كان لابد من ازدياد استخدام الأعداء لخونتنا ولسلاطين وملوك بلادنا ضد شعوبنا، وزاد أعداء الداخل والخارج، وصار أبناء جلدتنا ضدنا، وصرنا نحارب بعضنا، والأخ يقتل أخاه، والجار يخاف من جاره، وضاعت الثقة والأمان، وزاد جهلنا الذي ولّد ثقتنا بأعدائنا، وقل وعينا، وطغى صمتنا بسبب معاناتنا وضعفنا ومحاولة تأمين لقمة العيش لأبنائنا، وقل اعتمادنا على أنفسنا، وانجررنا وصرنا تابعين لمن يفكر ويخطط لنا وضدنا، ونسينا إنسانيتنا وحقوقنا وكرامتنا التي أضحت تحتاج لدفاعنا المستميت أمام طغاة العالم.. 

 كم نحن بحاجة إلى وعينا وثقتنا بأنفسنا وحقوقنا واستفادتنا من التاريخ..

       *     *     *
   هيام سليم الكحال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق