الأحد، 17 مايو 2020

قصيدة " أبو بكر الصّدّيق "، بقلم الشاعر،، طارق محارب

واليكم نص القصيدة

قصيدة " أبو بكر الصّدّيق "

Tarek Almohareb

طارق المحارب ..

24/3/2020

أبو بكر الصّدّيق ..

طُيوبٌ على مرِّ الزَّمانِ تَناثَرُ

منَ القُدْمِ للعصرِ الحديثِ تُسافرُ

و ما هيَ منْ وردٍ ولكنَّ فوحَها

يفوقُ عبيرَ الوردِ والحُسْنُ آسرُ

بها يستريحُ القلبُ لو كانَ مُتعَباً

و قدْ أسهبتْ في الوصفِ فيها المحابرُ

تُضي ءُ سُطورَ الكونِ والكونُ مُظلِمٌ

و تسقي عَطاشى النُّورِ منها الدَّفاترُ

رجالٌ لهمْ في الأرضِ شأنٌ إذا جرى

يُسابقُ ماءَ الغيثِ فالغيثُ خاسِرُ

همُ منْ خيارِ النَّاسِ قلباً وسيرةً

إذا ما استغاثَ الحقُّ هبُّوا و ناصروا

وحينَ أتى للخلْقِ دينٌ مُبشِّرٌ

و عاداهُ منْ عادى اهتدَوْا ثمَّ آزروا

و أوَّلُ أصحابِ الرَّسولِ خليفةٌ

يْبايعُهُ صحبٌ و فيهمْ تشاورُ

غدا يسبقُ الأقرانَ نصراً لدعوةٍ

تمادى عليها القومُ و الخلْقُ كافرُ

أيا سيِّدي الصِّدِّيقَ يا فخرَ أمَّةٍ

و أوَّلَ ساداتٍ إلى الوحيِ هاجروا !!

بذلتَ منَ الأموالِ مالاً بكلِّهِ

على الدِّينِ إعلاءً و وَهْبُكَ عامرُ

و لمْ تُلهكَ الدُّنيا برزقٍ عنَ التُّقى

و غيرُكَ للدِّينارِ عبدٌ وذاخِرُ

و كمْ منْ جياعٍ منْ نداكَ تزوَّدوا

وكمْ أعتقتْ يُمناكَ عبداً يُحاصَرُ !!

تسلَّحتَ بالحُبِّ الإلهيِّ بُكرةً

و جُودُكَ موفورٌ وخيرُكَ سائرُ

تُدعِّمُ جيشاً بالعتادِ إذا سرى

على الخيلِ في دربٍ رعتهُ المخاطرُ

و مِثلُكَ جنديٌّ يُطيعُ أميرَهُ

فتُرسلُهُ كالجندِ تلكَ الأوامرُ

وما فيكَ طبعٌ للرِّئاسةِ طامِحٌ

إذا سادةٌ في القومِ في ذاكَ جاهروا

فهمُّكَ نصرُ الدِّينِ بالنَّفسِ فادياً

و بالمالِ والرَّأيِ الذي لا يُناظَرُ

أيا ثانيَ اثنينِ استراحا بغارِهمْ

و نعمَ الذي في الرَّوعِ خِلّاً يُجاورُ !!

تُخفِّفُ عنهُ الحزنَ واللهُ شاهدٌ

و ثغرُكَ بالتَّحنانِ و الحبِّ زاهرُ

تقولُ لهُ : صبراً فديتُكَ مهجتي

إذا ما أتتْ خيلٌ لثَورٍ تُحاصرُ

بقيتَ على عهدٍ لأحمدَ حافظاً

و جئتَ إلى عهدٍ جديدٍ تُباشِرُ

أمورَ الورى في يثربٍ حينَ بايعتْ

بأنصارِها حُبّاً و أثنى المُهاجِرُ

و رحتَ إلى الرِّدَّاتِ تسعى مُخارِباً

نفوساً بشقِّ الصَّفِّ راحتْ تُغامرُ

فأدَّبتَها بالسَّيفِ تجتثُّ كِبرَها

لكيْ تستبينَ الرُّشْدَ فيها البصائرُ

قسَوتَ إذا ما اللينُ أضحى مُؤرِّقاً

و لِنتَ على مَنْ فيهِ تصفو المشاعرُ

و قدْ شاهدتْ عيناكَ نصراً مُؤزَّراً

تناولَهُ بالشُّكرِ نثرٌ و شاعرُ

وشيَّدتَ بيتاً للخلافةِ قُدوةً

بعفوٍ وعدلٍ ردَّدتهُ الحناجرُ

ابا البَكرِ ما الدُّنيا بقاءٌ و إنَّما

بقاءُ الفتى ذِكرٌ غذتهُ المآثرُ

مضى الدَّهرُ بالأجسادِ لكنَّ روحَها

حدائقُ جنَّاتٍ و نعمَ المناظرُ !!

بقلمي ..

للشاعر/ة/ Tarek Almohareb

تحت إشراف

د. منى ضيا

رئيس مجلس الإدارة ‏ د. منى ضيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق