قصيدة " تحقق الحلم ياصالح "
Magdy Metwally
تحقق الحلم ياصالح
الليل يخيم على الكون .. يسدل ستاره الحزين الشديد السواد, يخفي ما تبقى
داخله من أشلاء وأطلال .. كل شيء ساكن إلا امرأة تعدو ذهابا وإيابا بين جدران المنزل تارة , والباب الخارجي تارة أخرى.. فترتد مسرعة إلى زوجها المريض وقد اشتد به المرض الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل:
ــ أين أذهب به الآن ؟.
تنطلق إلى عرض الشارع لا أحد يجوب الطرقات.. تعود مسرعة تنظر إليه, ضمته إلى صدرها.. راحت تجفف عرقه المتصبب من جبهته العريضة.. عيناه غائرتان وسط رأسه رفعت كفيها تتضرع إلى الله باكية:
ــ يارب غداً شهر رمضان الكريم.. وأنت عالم بما يدور بداخلي.. أن تشفي زوجي هو كل ماتبقى لي بعد أن توفى ولدي في الحرب.. أريد أن أصوم الشهر وأنا خالية من الأعذار والشكوى.. يا أرحم الراحمين.
نهضت من جديد تتأهب للخروج, أشار إليها بيديه راح يجمع الكلمات وقد غسله العرق تمتم بصوت متقطع كمن يعدو:
ــ إنى رأيت حلماً عجباً وأنا لم أنم ولم تغمض عيني من شدة الألم.
شدت على يديه وقالت:
ــ هيا قص ما رأيت؛ والله إنك نعم الزوج المطيع لربه.
أخذ شهيقاً ثم زفيراً وتمتم:
ــ كنت بين اليقظة تارة, والألم تارة أخرى.. رأيت وكأن قمراً في ليلة بدر اقترب بنوره وأشاح الظلام, وحط أمام المنزل, وترجل منه رجلان في ثياب ناصعة البياض ووجههم يشع نوراً.
ضمته بقوة إلى صدرها, وراحت تجفف عرقه المتصبب بغزارة.. ثم نهضت مسرعة تبحث من جديد, ترجلت قليلاً خارج المنزل, الظلام دامس والليل موحش لا ترى موضع قدميها.. سمعت أثنين هناك عند منحدر الطريق يتحدثان بصوت مسموع ثيابهم بيضاء يشع من وجوههم نوراً ترتسم على وجوههم لحية بيضاء, ترددت أن تقترب.. دب الذعر والخوف بقلبها تراجعت للخلف خطوة أو خطوتان.. واتتها الشجاعة اندفعت للأمام ولكن بخطوات ثقيلة توسطت الطريق, توقفت فجأة . تذكرت كلمات زوجها.. أشار إليها أحدهم
: هلمى.. يا أختاه !
ارتعد جسدها كمن صعقها تيار كهربائي.. انزلقت دموعها تجري بغزارة وهي لا تشعر بخطواتها وتهمس إلى نفسها:
ــ قد تحقق الحلم يا صالح.
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
للشاعر/ة/ Magdy Metwally
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق