الف مبروك الشاعر / ة مسعد الغنام
عن نص " أحكام أدبية على انتاج الأدباء "
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوتي في هذا المنبر الكريم , لطالما أحببت النقد الأدبي والفني , لذلك أحببت أن أكتب بعض المواضيع في هذا الجانب إن وسعتني صدوركم .
عمل الناقد الأدبي جليل , له خطره ووزنه , إنه يشبه عمل القاضي الذي يفصل بين المتقاضين , ومن هنا كان لا بد للناقد الأدبي من أن يلم
إلماماً كاملا ً بالنص الأدبي وبكل ما يحيط به من ظروف , وبالأديب نفسه , وبكل ما يتصل بحياته من ظروف نفسية أو اجتماعية ,
حتى تتهيأ المعرفة الدقيقة بالنص الأدبي وبصاحبه , فإذا ما أصدر عليه حكما ً بعد تلك الدراسة المتعمقة كان حكماً مبنيا ً
على العلم والمعرفة مستندا ً إلى العديد من الإدلة والبراهين .
ولهذا تعارف العلماء على صفات معينة لا بد أن تتوفر في الناقد الأدبي ليستطيع ممارسة النقد الأدبي , ممارسة البصير القادر على
النظر الصحيح الصائب .
وعندما نظرت في هذه الصفات التي تعارف عليها العلماء في الناقد الأدبي , أمكنني أن أردها إلى نوعين من الصفات :
صفات ترجع إلى ما منح الله هذا الناقد من مواهب واستعدادات فطرية , وأخرى ترجع إلى ما حصله هذا الناقد من علم ومعرفة وثقافة عامة .
أما الصفات الخاصة بالمواهب الذاتية والاستعدادات الفطرية فمنها :
- أن يكون الناقد للنص الأدبي متنبه الذهن مرن التفكير .
أما تنبه ذهنه فلكي يدرك إدراكا ً سريعا ً ما في النص الذي بين يديه من مزايا أو عيوب , نتيجة لما توفر في هذا النص من خصائص فنية ,
أو نتيجة لما فقد من هذه الخصائص .
وأما مرونة تفكيره فلكي يدرك تلك الخصائص الفنية وهذه المزايا أو تلك العيوب , يدركها بعقل مفتوح وتفكير مرن , لا يحول بينه وبين فهمها
حائل من جمود الفكر أو تحجر العقل .
- وأن يكون الناقد حاد النظرة , فاحص التأمل , عميق الإدراك لأغوار ما يقرأ وما يتذوق لا يغفل عن عيب , ولا ينخدع عن ميزة كائنة ما تكون
من الخفاء تلك الميزة أو هذا العيب , فذاك النظر الثاقب هو الذي يمكنه - كما يجب على كل ناقد - من أن يدرك ما وراء الكلمات
ويلتقط بلمحاته ما توحي به العبارات والأساليب .
فليس أضر على الناقد من أن ينظر إلى النصوص الأدبية نظرة عابرة , أو يدرك ما فيها إدراكا ً سطحيا ً قشريا ً
لا يتعمق اللباب ولا يغوص إلى الجوهر , وليس أضر على النقد الأدبي من أن تقوده تلك النظرات العجلى إلى اصدار
أحكام أدبية على انتاج الأدباء
وبإذن الله تعالى للحديث بقية
مع وافر تحياتى لكم الناقد الأدبي د/مسعد الغنام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق