قصيدة " غروب شتاء بنكهة الخريف "
Amal Darwish
غروب شتاء بنكهة الخريف.
بقلم : د. أمل درويش.
دام نبضك الجريح ينزف حرفه اليتيم، ودامت دمعتك المقهورة حبيسة الأروقة المهجورة في مقلتيك..
ودمتَ للتأسّي رفيقًا، تحارب أشباح الذكريات التي فاحت بها قريحتك، ورويتها من يراع شجنك..
بالأمس كنتُ ظلك، ألتمس نبضي من وتينك، وأنهل العشق من فيض كفيك..
أكتبُ في الفراغ حرفي علىٰ خُطا طيفك، وأرسمُ قلبي غيمةً تعانق شمسك فتحترق فداءًا لقلبك..
أهدمُ أحلامًا شيدتها في الماضي، وأعيدُ ترتيب الأماني لتبقىٰ وحدك أمنية الروح لا يقطف زهرتها غيرك..
واليوم..
أنا هنا وحدي، والفراغ يلتهمني في بعدك..
لصالح مَن عنادك وصلفك؟
كساحرٍ يبدّل الأوراق فتذبل الأشواق ويزول عشقك!!
تبًا لقلبك وعقلك!!
كم أهملتُ ظنّي وعاندته!
وليلي الذي توسلته أن يعتقني، وجرحي الذي أبىٰ أن يفضّ عناقه قبل أن يهلكني..
وكأن الكون بأسره حاكَ فصول رواية فنائي على يديك، ولكنني مزقتها..
لم أعد تلكَ الصغيرة بجدائلها المعقوفة تغمي عينيها لتأخذها أنتَ، لم أعد الفتاة التي بطيفك تتماهى ولقلبها تأسر..
لم أعد الأنثى التي تجاوزت منتصف الحلم فلحقتَ بها وخطفتها، وحلقتما معًا في حلمٍ بلا ملامح أو أُطُر..
خلعتُ معطفكَ الذي لم يقيني البلل، بل زاد لهيب اللوم وجلدي لذاتي اشتعل..
ألم أُخبركَ أنني ما زلتُ أعشق اللهو تحت المطر؟
وقلبُ الطفلة بداخلي ما زال نبضه مستمر..
لا تظن أنكَ عن عالمي رحلتَ منتصرًا، فأحلامنا لم تلتقِ يومًا، وظلي وظلك لن يجمعهما قدر..
كما جمعنا غروبُ صيفٍ ادعىٰ الربيع خلسةً، فرّقنا غروبُ شتاءٍ بنكهة الخريف
للشاعر/ة/ Amal Darwish
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق