قصيدة " فـجــــــــــــــوه "
· فـجــــــــــــــوه
الفارق الـدقيق بيـن الجـوع والصوم ، هـوالفـرق الأدق بين الإختيار
والجبر ، فالصوم فعل اختيار والجوع قهر جبرى ،هكذا تتسع الفجوة
بين المعنى والشكل ، فما نفعله بالإختيار قد يصبح تحت سطوة واقع
جبرى ، فمن ضيق حال تحت سقف كان مـودة ورحمه إلى أكـل عيش
بثمن بخس ، فانقلب الرضا إلى سخط ، والذى إليه نذعن فى العلن قد
ضحكنا عليه فى السر ، فصار كل شئ مباح بعيدا عـن أعيـن القانون
ومستباح طالما الله موجود ـ فقط ـ فى المسجد
ـ الوجود وقد صار ضد الجميع ، فلا أحد فى موقعه ، ولا هو راض عن
إقامته ، ولم يختر ما يريـد ، ومع ذلك جميعنا يدفع ضريبة هذا الوجود
ــ لايعنى أن الأمر الذى نتعامل معه بجديه قد يحمل فى ذاته حقيقة أبديه ،
ولاالهزل مستمر فلادوام لأى شئ ، فطبيعة الصراع فى الوجود مابين
مأساة وملهاة فى صيرورة مستمره
ــ حقا / الفرصة لا تأتى إلا مرة واحده طالما لم تذهب إليها ومكثت هنالك فى
انتظارها ، أما ان تبحث عنها .. فهى قاب قوسين أو أدنى بشرط أن تجهض
الماضى بفك الإرتباط وتسقط كل التزام عن كاهلك ، فزمن الإرتباط ـ دائما ـ
يعيش مع الماضى ذو طبع عاطفى
ــ الرجل حين يتمسك بالحياة ، تكون لديه نوع من المقامره على مائدة المكسب
والخساره ، فالبدايه ــ رغما عنه ــ يكون التمسك فيها مسبقا على ورقة تنازل
بينما لاتتنازل المرأة ــ إذا تنازلت ــ عن الحياة فتلك أكذوبة ، فهى نبع ما فى
الوجود من زخم التكاثر ، وهى أصل الخصوبة ، فالرجـل فى جـوهره عمـيق
الخسائر رغم حضارته الذكوريه التى لم تقم إلا على حـروب وإباده ، والمرأه
هى مصنع إنتاج الحياة الذى أحدث التوازن رغم كل ملايين الضحايا
ــ قد يكون التعامل مع البشر فيه شئ من التساهل وبعض من المهادنه ، غير أن
معرفتهم يجب أن تكون بوعى حاد دون أدنى عاطفه ، فقد تستدعى الأمور فى
لحظة حسم هذه الحدة بين مايصح ومالايجب
نص / محمد توفيق العــــزونى
للشاعر/ة/ محمد محمد توفيق العزونى
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق