الاثنين، 30 ديسمبر 2019

قصيدة " المحاكمة الأدبيَّة للشَّاعر بشَّار بن برد "بقلم الشاعر 💫موسي حمدان



قصيدة " المحاكمة الأدبيَّة للشَّاعر بشَّار بن برد "

المحاكمة الأدبيَّة للشَّاعر بشَّار بن برد

الحاجب: محكمة، (يدخل القاضي والنيابة والدفاع والحضور)

القاضي: أين المُتَّهم؟

بشَّــــــــار: نعم سيدي القاضي، أنا موجود.

القاضي: تَقَدَّمْ أيُّها المُتَّهم.

بشَّــــــــــار: أنا بصيرٌ سيدي القاضي، فلْيُرْشِدْني أحدُكم.

القاضي: أيُّها الحاجب، أحضر المتَّهم، وأرشده لمكانه.

الحاجب: أمرك سيِّدي القاضي، (يسحب الحاجب بشَّار إلى مكان وقوفه أمام القاضي والنِّيابة والدِّفاع)

الحاجب: تقَدَّمْ معي أيُّها المتهم.

القاضي: ما اسمك؟

بشَّــــــــار: أنا بشار بن برد مولى بني عقيل من سبي طخارستان.

القاضي: أنت متهم في كثير من القضايا التي تُخِلُّ بأمن الخلافة وحياة المؤمنين.

بشَّــــــــار: وما هي تهمتي سيِّدي القاضي؟

القاضي: تهمتُك ليست واحدة، وإنَّما هي مجموعة من التُّهم.

بشَّـــــــــار: أرجو ذكرَها سيِّدي القاضي.

القاضي: 1. التَّعرُّضُ لأعراض الناس.

2. دعوة الفتــيان والفتيات للرذيلة

3. متهم بالزندقة، والخروج عن جادة الحقِّ والدِّين

4. متَّهم بإثارة الفتنة ضدَّ الخليفة

5. التعرُّض للخليفة و وزرائه

6. متَّهم بالشعوبية، وتفضيل العجم على العرب والمسلمين

7. سِكِّيرٌ ماجن خليع وَزانٍ وتجاهر بالمعاصي.

القاضي: وقبل الخوض في هذه التُّهم، ما مهنتك؟

بشَّــــــــار: أنا كفيف سيِّدي، ولا مهنة لي، وكما ترى جسدي لا يساعدني على العمل

القاضي: ممَّ تعيش أنت وأهل بيتك؟

بشَّـــــــــار: لا أهل لي سوى جارية تُدعى رباب

القاضي: أولك جارية وتعيش معك وتقيمان تحت سقف واحد

بشَّــــــــار: نعم سيِّدي

القاضي: وفيم تحتاجها؟

بشَّـــــــار: أنا ضرير كما ترى سيِّدي القاضي، ولا أستطيع القيام بأعمال بيتي

القاضي: مِمَّ تعيشُ أنت وجاريتك؟

بشٍّـــــــار: لقد وهبني الله موهبة الشِّعر أتكسَّب بِها.

القاضي: تهمتُك أنك شاعر، وتتعرَّضُ لأعراض النَّاس، فما قولُك؟

بشَّــــــــــار: تُهمتي أنَّني شاعر، هذه ليست تهمة، لأنَّها موهبةٌ من الله، أمَّا قولك التَّعرُّضُ لأعراض النَّاس، فكيف يكون ذلك وأنا بصيرٌ؟، فأنا كما ترى سّيِّدي القاضي لا حول لي ولا قوة، لأنَّني بصيرٌ وضعيفٌ.

إنَّ في برديَّ جِسماً ناحِلاً =لو تَوَكَّأتَ عليه لانهَدَم

القاضي: أنتَ يا بشَّارُ متَّهمٌ بالزَّندقة والنِّفاق، ألستَ القائلُ:

ولستُ بصائمٍ رمضان طوعاً=ولســــتُ بآكلٍ لحـــــمَ الأضــــــاحي

وقلت: الأرضُ مظلِمَةٌ والنَّارُ مُشرِقةٌ=والنَّارُ معبودةٌ مذ كانتِ النَّارُ

وأنتَ القائل: إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ= فتــنـبَّــهوا يا معشرَ الفُـجَّـارِ

النَّارُ عنصُــرُهُ وآدمُ طيــنُهُ=والطِّـــينُ لا يعــــلو على النّــــــــــــــَار

بشَّـــــــار: بل أنا القائل:

أنا من قد علمتَ لا أنقضُ=العهـــــدَ ولا تســـتخــفَّــني الأهـواء

والقائل:

من الفاطميين الدُّعاةِ إلى الهوى= جهاراً ومن يهدكَ مثل ابن فاطمِ

نعم سيِّدي القاضي، أنا قائل تلك الأبيات، لكنَّني معذورٌ سيِّدي فيما قلتُ.

موسى حمدان

للشاعر/ة/ موسى حمدان

تحت إشراف

د. منى ضيا

رئيس مجلس الإدارة ‏ ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق