الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

أهكذا الشوق يكون... قصيدة بقلم الشاعر /ازاد حمكي

 " أهكذا الشَّوق يكون "

 Azad Hamky‏

أهكذا الشَّوق يكون

.....................

قد عدتُ يابحر بعد طول غياب رافعاً راية السِّلم أنظرُ وصلاً من الأحباب.

مالي أراك ثائراً وكأنَّ في جوفكَ البركان ، أهوَ الشَّوق إليَّ أم أنَّه عتابُ المحبِّ لحبيبٍ أتقن الغياب .

لاتلم يابحرُ عاشقاً ردَّه الشَّوق إليكَ ، أقسمَ أن لايعود بعدما اختار الغياب.

عاد والنبض دليله ناسياً كل العتاب ، راجياً صفحاً جميلاً يمحو آثار الجفاء.

لاتلم يابحر قلباً بات في الحب غريق ، يسأل الموجَ سكوناً فيه يبصر الطريق.

هاأنا عدتُ إليكَ أذكر العهد القديم ، يوم فاضت المآقي يوم كبَّلتُ الوتين.

يومها اخترت رحيلاً يشبه الموت الرحيم ، يومها أدركتُ أنَّ ليس للحب معين ، سوى صدقٍ به ننجوا ووفاءٍ ويقين.

جئتكَ اليوم وكلي أملٌ فيكَ كبير ، علَّك تصغي بصمتٍ لبوح نبضٍ وأنين ، لصرخةٍ كاد صداها يخرق نبض الوتين .

اهدأ اليوم صديقي أنت خير الرفقاء ، ابتسم فالعمر يمضي ماضرَّه بعض الغُثاء.

دعني يابحرُ أغوص فيكَ أُفرغ الحنين ، لم يعد في الروح طاقة تحمل حجم الأنين.

ماأقول في هوىً قطَّع البعد وصاله ، بعثر كل كيانه ، نال منه في سكون .

لاتثر يابحر رفقاً داخلي نارٌ تقيم ، تنظر منكَ صفاءً علًّها به تستكين ، علَّها تطفىء ناراً زادُها قلبي الحزين ، علَّها تنصف نبضاً ثار في وجه الرحيل.

نبضٌ نال منه حزنٌ هزَّه خِلٌّ سلاه ، وكأنَّ فيه حِداداً وعزاءً ونحيب على ذكرى لم تزل حاضرة فيه تقيم ، كنتِ لي فيها حياةً كنتِ لي نبض الوتين ،

كنتِ ليلاً فيه أغفو ونجمةً تُحيِّ السّهر ، كنتِ حلماً فيه أحيا كنتِ لي أنتِ العمر .

يابحراً فيَّ تقيم ، فيكَ ألقيتُ الأماني وفيكَ خبَّأت الهموم.

مثلكَ يابحر نبضي ثائرٌ يهوى الجنون ، تارةً تلقاه يصغي وتارةً أخرى يثور ، وتارةً يوقد شمعاً وعلى الأطلال يدور.

منكَ تعلَّمت السكون وثورةٌ كيف تكون ، فيَّ أسرارٌ وذكرى ليست تمحوها السنون .

دارت الأيام صدفة غيَّرت درب الحنين ، وعلى شاطىء الذكرى فجأةً بتُّ أسير.

سافرت فيَّ الأماني عبر دروب الأمل ، موجةٌ تحمل شوقي نسمةٌ تحيِّ النظر.

وتُراني أغدو طيفاً قد تخطَّى مبتغاه ، يسرق العمرَ ويجري في سراديب الزمن ، يبحث عنكِ ويسأل موجةً تهوى الجنون وتارةً يسأل عنكِ نورساً حراً يحوم.

ومضت بيَّ الليالي وتتالت الفصول ، كان الزمان ربيعاً والنبض غزاه الخمول.

بعدما أردته ذكرى وإنكساراتٌ وصدود ، بعدما غزا الخريف نبض قلبٍ وزهو ، فجأةً له رضختُ في ثباتٍ وسكون.

عندها أيقنتُ أني آفلٌ نحو الذبول ، يومها عاهدت نفسي أني بالصَّمت أكون ، هاجراً شطآن بحرٍ كان لي بيت الهموم ، كان لي ذاك الرفيق ، كان لي رؤيا وكون.

هاأنا اليوم وحيدٌ أحمل وِزرَ السنين ، على شطآنكَ أمشي مُثقلاً كغيم كانون.

أنظر كيف عساني أُفرغ حزن السنين ، هل تراني قد جُننتُ أم تُراني في ذهول ، بعدما كنت الخليلَ ، بتُّ منسيَّ الحضور.

خائفٌ ممَّ جرى خائفٌ ممَّ يكون ، أحسب الأيام ذكرى دونها كيف تكون.

أحسب العمر مرافىء على شطآنها ترسوا البحور ، هاهي اليوم تخاف ومعي في حذرٍ تكون.

أيها البحر تكلَّم حطِّم الصَّمت وقل

أهكذا الحب يكون...؟

أهكذا الشَّوق يكون...؟

أم هذا مآل كل عاشقٍ مجنون...؟!

أنصت يابحر إليَّ ، كاذبٌ كل من قال ، أن الحبَّ يغدو وهماً إن حاصرته غيرةُ أو مسَّه السكون.

إنه الحبُّ ويكفي صادقٌ مهما يكون ، إنه همسٌ جميلٌ وإن بلَّلته الدموع ، دائمٌ رغم الصدود ، حيٌّ فينا وإن طغى على حاله الجمود ، حتى إن طال عقود نابضٌ هو وإن حكمته الظنون.

كيف أنساها يابحر وذِكرها ساكنٌ فيَّ مقيم..؟

كيف أسلاها ولم تزل ذكراها حيَّةٌ تأبى الأفول...؟

لاتلم بابحر شوقاً ينمو في قلبي يطول ، لاتذر نبضي وحيداً لاتذره في سكون.

....#آزاد حمكي

الشاعر /ة / Azad Hamky

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق