الاثنين، 9 سبتمبر 2019

قصيدة بعنوان ( غريق ليل) بقلم الشاعر / وليد العايش



_ غريقُ ليل _

________ وليد.ع.العايش

الليلُ يا أماه

سِجنٌ بلا كفنٍ

ك صوتِ صدىً

ينوحُ على جسدي

فأبكي، وتبكينْ

كَ حُفنة منْ تُرابْ

والترابُ كما العذابْ

يُثيرُ فزعَ طفلٍ

كانَ بالأمسِ يُشبِهُني

الليلُ غريقٌ بكلِّ ما فيهِ

هو كَ زورقٍ

ينتهكُ حُرمةَ الماءْ

فيصرُخَ في العراءْ

يلتئِمُ جُرحُ مُسافرٍ

تهذي نيرانُ مُقاتلٍ

فَ ينامُ كلّ مَنْ كان هُنا

يأتي بلا إذنٍ

بلا دفترْ

أو ك طاحونةِ زائرٍ

بلا تذكرة سفر نافرة

ليسَ كَ الحُلمِ هو

كما قالَ جَارنا العابرْ

ولا كما قرأتُ في روايات

زمنٍ غابرٍ

وليسَ غداً أفضلَ

ينتظرهُ ، وينتظرني

الليلُ يا أماهُ

أبيضَ ، أسودْ

يفكُّ أزرارَ ثوبي

كي يغتالَ ما تبقى

منْ ذكرى أتونِ العاصفةْ

فلا الهروب باتَ يَنفعني

ولا بُعْدُ المسافاتْ

باتَ الرصاصُ هو الهويّةْ

والصدى لحني الوحيدْ

فكيفَ أمسحُ دمعتي

منْ ظُلمِ هذا الليلْ

قالوا بأنّهُ لنْ يأتي

بعدَ اليوم ، فأتى

فماذا يا أماهُ يفعلُ هذا الفتى

وماذا سوفَ يرتدي

فالأزرارُ تاهتْ في دربِ النهاياتْ

ورُبّما اُعتقِلتْ , كَ رفيقي

الذي مرَّ منْ هُنا

ولمْ يتركَ أثراً ...

أو يهزّ مِدادَ يراعه ...

الليلُ يا أماهُ

ك السجنِ الملوث بالدماءْ

فامْسَحي كفيّكِ بِالحنّاءْ

ولا تبكي على جسدٍ تهاوى

قبلَ حجابِ الفجرْ

أو قبلَ أنْ يلِجَ شِفاهَ العُمرْ

الليلُ لا يغرقْ ، ولن يغرقْ

ونحنُ مَنْ نخرِق الروحَ

فنبقى ننتظرْ

أنْ تعبُرَ بعض الهزائمْ

كي تطيرَ منْ دَمِنا

ومنْ أبجدياتِ صَمْتِنا

آخرَ أخبار الحمائمْ ...

________

وليد.ع.العايش

20/8/2019م

الشاعر /ة / ‏وليد.ع. العايش‏ (‏وليد العايش‏)

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق