الخميس، 12 سبتمبر 2019

حسرتي على شباب اليوم ! : يكتبها محمد عوض الطعامنه



Abo-majdie Taamneh

حسرتي على شباب اليوم ! : يكتبها محمد عوض الطعامنه

تقولها العجزائز .... تقولها الجدات ....والخالات وحتى الأمهات ، وهن ّ يصفنّ شباب اليوم بالكثير من خطل الأوصاف ، يقلنها بحسرة وإنصاف ، وهنّ يذرفن الدموع الحراء ، وقد تزوجنّ وحبلنّ

وولدنّ ، وارسلنّ هؤلاء الأبناء الى المدارس والمعاهد والى الجامعات .....

ومضت ايام وسنوات .......وهنّ يبتهلنّ ويدعينّ رب السماء ان يجبر خاطرهنّ ويحقق امانيهنًّ ليشهدن وهن احياء هؤلاء الأبناء وقد اصبحوا اعضاء صالحين في مجتمع يعتمد عليهم ، ويصبحوا به مُعْتـمدين !

صالح اكمل الدراسة الجامعية قبل ازيد من ست سنوات ، ولا زال ينتظر ان يشرفه الوطن بفرصة في وظيفة حكوميه ، لقناعته ان اي وظيفة اخرى غير الوظيفة الحومية لن تمنحه الشرف .

ومثله عاصم وسلمان وعبد المعين وألاف العاطلين ،الذين عن رغبتهم في مزاولة اية مهنة اخرى عازفين ... ولكنهم يعيشون على اكتاف ابائم المعوزوين ، ويمثلون عالة وحملاً ثقيلاً على مجتمعهم وامتهم وحتى على امهاتهم الحنونات الرؤوم . والمقلق في ذلك كذلك أهم مصاصو اراجيل مدخنون !

هذا هو الحال وفي الأردن اكثر من مليون شاب وافد جاءوا من بلاد مجاورة الى بلدنا وارزاقهم يسعون ، وبدوا من لحظة وصولهم يعملون ....منهم القصير والبليط والطاهي والمزارع والقرسون ، هم ليسو أميين هم مثل شباب وطني يحملون الشهادات ولكنهم بما يقسم الله لهم راضون .

وصالح ،وعاصم وسلمان وعبد المعين لا زالوا يجوبون الشوارع والأسواق ببناطيلهم الساحلة يفخرون ويسهرون لساعات الصبح الأولى ،بينما والدهم يشحد الملح وهم عن العمل متعطلين.

قُدر لي ان اجالس المرأة المسكينه التي تأتي كل اسبوع مرة لتساعد زوجتي مقابل الأجر : قالت لي كلاماً ليس مثل كل الكلام الذي يُقال بوصف هذا الجيل الممزق قالت لي يا اخي والله ما ان اصل البيت حتى يسألني ابني العاطل عن العمل السؤال التالي : هل احضرت معك باكيت الدخان ؟ ... اناوله اياه ودمعة تحرق عيوني بفعل غبار واوساخ تلك المنازل التي انظفها .

ورجل كريم فاضل اعرفه باع كل عقاراته حتى علّم اولاده ، ولما عادوا من الجامعات يرفضون اي عمل لا يليق بكبريائم كشباب اردنيون جامعيون . والرجل والدهم وامهم وهم على الحديدة يجلسون .

الخاتمه : نعتب على من ونعاتب من ؟ ونسأل السؤال الكبير التالي :

لماذا لا نعلم أجيال وشباب الوطن معاني الإنتماء وقدسية العمل اي عمل ، منذ اللحظة التي يولدون فيها ، ونتدرج في تلقيمهم هذه المعارف منذ الطفولة وفي رياض الأطفال والإبتدائية والثانوية حتى اذا لم يجدوا وظيفة ، ُيقبلون على اي عمل كما يعمل الغرباء ؟ فيكونوا قد تخلصوا من عقدة اللهاث وراء الوظيفة ؟ وبنوا اوطانهم بأيادهم الخيرة وهم يتغنون بالمثل الأردني الأصيل ( ما بحرث البلاد إلا عجولها ) ؟؟؟؟

الشاعر /ة / Abo-majdie Taamneh

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق