الخميس، 12 سبتمبر 2019

حسيني وقلبك فاطمي ،،،بقلم الشاعر/ عبد الكريم الخياط

 " قلبــي حسينــــــــيٌ وقلبــك فاطمي "

قلبــي حسينــــــــيٌ وقلبــك فاطمي
فـــي الحب أصل واحــد مـــن هاشمِ

حاولـــــــت تبديد الغـــرام فشـــدني
غصنـــــي المقاوم قبل بـــدء مواسمي

إنــــي أحبك منـــــــذ أول وهــــلةٍ
فـــــــي صـــــدر آدم قبل كل العالــــم

إنــــي أحبـــــك مـــــنذ أن ولد الهوى
فـــــي قلب حــــوا كنــت أول هـــائمِ

مذ أن رموا في الجب يوسف وانبروا
ظلمــــا وباعـــوهُ ببضــــــــع دراهــــم

مــــذ مزقت أنثـــــــى العزيز قميصـــه
ورمتـــــه في سجن الظلام الغاشــــم

إنــــي أحبـــك منــــذ أول صخــــرة
فــــي القدس ثارت فـــي أكف مقاومِ

إنــــــي أحبـــــك كالبقـــاء بجنــــــةٍ
فيهـــا الخلود لكــــل قلبٍ ســـــــالمِ

منـــذ ارتعـــــاش الكـــف لحظة قربنا
مــــن بعـــض .. غابت حينذاك تمائمي

ولســــانك المملوء حبًّــــا كـــم سبى
قلبــــي اشتيـــــاقا بالحـــديث الناعمِ

منــــــذ التقينا حـــين رف مــــن اللقا
جفــــــنٌ أطــــاح بدولتي وعـواصمي

عينـــاك كــــم بهــما غلبت وكـم أرى
مـــــــن نظرة بهــــما جميع هزائمي

قلبـــــي امتلاء الشوق فيــك ورعشة
فـــــــي النبض حبــلى بالحنين الدائم

سأصــــالسلامي
يا كل الغرام وأكتفي
بالــوصل يا حبـــــي بدعوة صـــــائم

يا أجمــــــل الأحــلام فـــي قلبي ويا
كـــــــــل الرؤى العظمى بعيني حالم

بك لســــت أخشـى مــن تغــير حالة
للعيـش جــــ.ــــاءت في النظام العالمي

منصر السلامي

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

🌷أ. منصر السلامي 🌷 عبد

عندما تتجذر الثقافة الأصيلة في أعماق الشاعر فإن الخوف من الشطط في المعاني لايخالجنا ولو لفينة واحدة، فنحن أمام اتكاء على التراث الذي ربما نرى غير ابن السلامي يشطّ فيه سابحاً نحو مايجنح فيه من تزمّت يُعلِي من اتّجاه المحبة شطر التعصّبِ الممقوت..
ولكننا هنا أمام شاعر متمكن له من رصيد الاعتدال مايجعل المعاني تنساق له متهيأةً على خطّ الرشاد ، فأعتقد أن البيت التالي لم يسبقه أحدٌ في طرْقِ المعنى المنشود بكل أريحية وسلاسة :
قلبــي حسينــــــــيٌّ وقلبــك فاطميّ
فـــي الحبّ أصلٌ واحــدٌ مـِــن هاشمِ

حبٌّ عفيفٌ طاهرٌ عندما نستكنه رموزه فإننا سنرى التضحيات الجِسَام، على إثرها بذل جهد المحاولة بقوله:

حاولـــــــتُ تبديدَ الغـــرامِ فشـــَدَّني
غُصْنـــِــي المُقاوِمُ قبلَ بـــدءِ مواسمي

وهنا مابين التبديد والمقاومة فالحبّ ينتشي في مواسم حصاده عندما تعلو رايات اقترابه، وخاصة أن شاعرنا أناخ راحلة نصّه في ساح احتفال المسلمين بعاشوراء، وأضحت مفردة (مواسمي) تناسب كل محتفل بعاشوراء وفق هوائه الذي يمتدّ بين أفيائه..

لكن التأكيد على حبه استدعى تكراره (إنى أحبّكِ) أربع مرات ، ووضع مصداقية حبه مرهونة على كفّ الأزمنة التي تعلو في درجات صدقها على خط الصدق الفني تارة:

☆منــذ أول وهــــلةٍ
☆مــنذ أن ولد الهوى
☆مذ أن رموا في الجبّ يوسف

☆مذ مزقت أنثى العزيز قميصـه

☆منذ أول صخرة في القدس
ثارت فـــي أكف مقاومِ

☆كالبقاء بجنة ٍفيها الخلود
لكل قلبٍ سالمِ

☆منذ ارتعاش الكف لحظة
قربنا

☆ منـذ أول وهلةٍ في صـدْرِ آدمَ
قبلَ كلّ العالَـمِ

وعلى فترات تؤرخ للحظات تاريخية في حياة البشرية ، تتعالى في نسقها الإقناعي على ثمانية أوجه تستهدف إقناع محبوبته، وإنْ كان المعادل الموضوعي قد يتجه نحو يوسف (عليه الصلاة والسلام) لكنَّ الشاعر لايقصُد من الحبّ حقيقته آنذاك، وإنما طريقة المحافظة من قِبَل امرأة العزيز بكل الطرق المتاحة لها، مسطراً اللحظات الزمانية والمكانية التي احتوت أحداث القصة التي سطرها القرآن الكريم كاملة، وكأن الشاعر يتلفع بكل ماهو مقدس ليكون كلامه موضع التصديق في أعلى درجاته..
وفي برهانه بتأكيد حبه :
منذ أول صخرة في القدس
ثارت فـــي أكف مقاومِ

هذا من الأدلّة القديمة الدامغة، فيه دلالة حبٍّ جديدة تتصل بأسمى قضية تعيشها أمتنا الإسلامية وهي فلسطين الذي أشار إليها في القدس، حيث الزمان يأخذنا إلى أن القدس كان فيها قبلة المسلمين الأولى، وهنا يضرب القرون لتجذير حبّه لمحبوبته، ويوافقه الزمان الذي لاينقضي بانتزاع حقوق لها آلاف السنين، فلا يزال حبه صامدا كصمود المقاومين في ثغور فلسطين والقدس لحدّ الآن حتى بلغ التشبّثُ بأرضهم الطاهرة أن قاوموا عدوهم بالحجارة، حيث انطلقت ثورات الحجارة على أرض القدس حفاظا على الحقوق المسلوبة، وهذا يوميء أن الشاعر يؤكد للقاريء أنه لايمكن لأي عراقيل أن تمنعه من التمسك بحبه الأبدي فهو جنته وخلوده وهو القُرْبُ المنشود ،
لكن الدليل الغير قابل للإنكار على حتميّة الحب بين البلدين، ووقوعه كأمر أزلي البقاء أنه بدأ (منذ أول وهلةٍ في صـدْرِ آدمَ قبلَ كلّ العالَمِ)
فبالجنة نشأ، ومنذ بدء الخليقة عاش، وإلى الأرض هبط بين الأصلاب، وكأنه بصمة وراثية تتناقل من جيل إلى جيل في سلاسل كروموسوميّة لاتقبل التبديل الفيسيولوجي تحت أي عوامل طارئة؛ لأن العامل الوراثي أقوى من العامل البيئي، فثبات الأول يحفظ ديمومة الحب، وتغيرات الثاني تشعر بعدم سلامة الفطرة...
وكاد الحتف يقترب إليه من نظرات العيون النجلاء لكن شوقه وحنينه الدائم شفَعَا له بدفع الخطر المحدق ؛ ليكون التقربُ لله بعبادة الصوم زيادة في الوصل بمحبوبه خاصة بتلك الاستجابة لدعوته وهو صائم يطمع أن تتحقق
له مراتب الحب التي فيها منجزات
(كل الرؤى العظمى بعيني حالِمِ)؛
لتتموسق هذه المراتب كيفما شاءت، وحيثما حلّت فإنها ستنساب بين ذبذبات قلبه بتنامٍ لايقبل الهوادة أو التوسّط، في سلّم السمو والعلوّ تأخذ موطنها في شغاف القلب بتدرج هاديء وكأننا ننظر إليه منذ بدء الخليقة بين أحضان:
الهوى
و
العلاقة

وبين أحداق
الكلف
و
العشق
وبين حنايا
الشعفُ
و
الشغف
وبين مرابع
الجوى
و
التَّيْم
وبين أعطاف
التَّبْل
و
التدليه
ليستقر في نياط القلب
الهيوم والهيام..

وهنا لايخشى على نفسه الجنون أو تغير حاله، فهو مع حبّه الأزلي الخالد لايخشى أي تحولات، فقوته العظمى مستمدة من صيرورة حبه، وصلابته الأبدية أخذت وزنها (بِك) مقابل (حُب) مايُبتدأ هو منتهى مرامه عبر العصور، فالباء تحافظ على البداية، وتحمي النهاية تصُدّ كلّ النظام العالمي بكل إمكاناته الظاهرة والمخفيّة..
فنحن أمامَ شاعرٍ يملكُ زمامَ الشاعريّة الحقّة والتجربة الوجدانية والعواطف والفكر
فاستقامَ له الحرفُ بكلِّ أريحيّةٍ إلى أنداءِ المعاني ضارباً في الصوَرِ الغابرة والتليدة أنساقَ أزمنةٍ تتقاسمُ المشاعرَ بين ألحاظِ الأحاسيسِ التي ترنُو للأمكنة وللأزمنة على اختلاف عصور الحبّ التي تبقى متجَدِّدة بين قلبٍ سطوريٍّ لايعرفُ البِلَى والقِدَمَ ..
لذلك قال واثقا :

بكِ لَسْــــتُ أخشـى مـِـن تَغَــيُّرِ
حالةٍ
للعيـشِ جـــــاءَتْ في النِّظَامِ
العَالمِيِّ

⚡عبدالكريم الخياط ⚡
تعز - اليمن
2019/9/11

الشاعر /ة / عبدالكريم الخياط

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق