الأحد، 22 سبتمبر 2019

قصه قصيره بعنوان برقوق الخواجه بقلم سيد عبد المعطي



قصه قصيره بعنوان برقوق الخواجه

بقلم سيد عبد المعطي

...... جلس الحاج جابر علي أريكته بسوق الفاكهه يتفقد تجارته فهو يعد من أكبر تجار الفاكهه، فإذ يدخل عليه شابان يرتديان قميصان مشجران وبنطولان جنس فاخران وحذاءان لامعان ورائحة البرفان تنبعث منهما ويحمل كل واحد منهما هاتف محمول لا يقل ثمنه عن الخمسة الآف جنيه ،طلبا الشابان من الحاج جابر بعض الفاكهه ودار حوار بينهما عن سؤ المعيشه والفقر الذي يمر به الناس ويجب علينا نحن والشباب بالنداء لعمل ثورة أخري وهنا أعلن الحاج جابر إبتسامه خفيفه فواصل الشابان الحوار مما أغضب الحاج جابر حوارهما، فقام من علي أريكته وجذب أحدهما من يده بقوه متوجهاً به الي خازنة نقوده وقام بفتح الخازنه وأخرج منها جلباباً مرقعاً وصاح غاضباً أي فقر تتحدثون عنه أيها الشباب فأنتم في نعمة تحسدون عليها أنظروا الي هذا الجلباب إنه جلبابي عندما كنت في عمركما، كنت أنا وأهل قريتي نعيش الفقر وبئسه كنا نرتدي جلباباً مرقّعاً بدون ملابس داخليه فكنا لا نمتلك شراء ملابس داخليه أمّا بالنسبه لطعامنا كنا نعيش علي المش وبعض كسرات الخبز وكنا لا نأكل اللحم إلا في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحي كان الأثرياء يتصدقون علينا به في العيدين أما الفاكهه فكنا نسمع عنها ولا نراها إلا في الكتب والمجلات أما شرابنا فكنا نشرب من الترعة الجاريه .

..... وكان علي بعد كيلوا متر من قريتنا الصغيرة عزبة الخواجه ذات الأسوار العاليه ذات أشجار الفاكهه كنا نطلق عليها جنة الخلد ولا نجرؤ الأقتراب منها حتي الكلاب الضاله إذا مر كلب بجوار هذه الأسوار يقومون الحراس بسمّه في الحال .

..... وذات مرة في ليلة شديدة البروده لعب الشيطان برأسي.. عليك بالذهاب الي عزبة الخواجه وتخطي السور لتنعم بالفاكهه بالفعل ذهبت وتسلقت السور العالي فتقع عيني علي شجره بها ثمار حمراء داكنة اللون علي الفور وضعت بعض الثمار في جلبابي ورفعت الجلباب معلناً مغادرة المكان فإذ أجد قد بانت عورتي فأكتفيت بأخذ خمسة الثمار وضعتها في سيّالة جلبابي ونجحت في تسلق السور العالي مرة ثانيه الي الخارج وذهبت مسرعاً الي بيتي ودخلت حجرتي ولم يشعر بي أحد وهممت أن أأكل ثمرة من الثمار فإذ أتذكر السم الذي يضعونه الحرس للكلاب فقلت في نفسي ربما تكون هذه الشجره شجرة السم وإن أكلتها سوف القي حتفي فوضعت الثمار أمامي علي وسادتي وظللت أنظر اليها ثلاثة ساعات وإذ بالمؤذن يؤذن لصلاة الفجر فإستجمعت شجاعتي مرة ثانيه وقرأة سورة الفاتحه علي الثمار سبعة مرات ثم قرأت آية الكرسي ثم المعوذتين ثلاثة مرات ونطقت الشهاده وقمت بتزوق واحدة من الثمار فإذ أجدها حلوة المزاق فأكلت جميع الثمار ثم دفنت البذور حتي لا يفتضح أمري .

....... وفي المساء لعب الشيطان برأسي مرة ثانيه فقررت إعادة المحاوله وبالفعل نجحت في الدخول وأخرجت من سيّالة جلبابي شنطة من البلاستك وقمت بتعبئتها من نفس الشجره ولكن هذه المره حدث ما لم يكن متوقعاً، فإذ أجد أمامي الخواجه مصوًب سلاحه الناري في وجهي وصرخ صرخه فتجمع الحرس وقام بتكبيلي بالحبال في أحد أشجار النخيل وأحضر الكورباج وقام بجلدي وأمر الحرس بإحضار الكلاب كلاب الحراسه وتقديمي وجبة شهيه لهم وإذ تعلن زوجته غضبها هل أنت مجنون هل تريد تقديم هذا الفلاح الحقير وجبة لكلابي لا والف لا إنه لم يستحم منذ زمن طويل سوف تمرض الكلاب إذا أكلت لحمه عليك بكيه في رقبته حتي يكون عبرة لأهل القريه جميعاً فمن يري أثار الكي لا يجرؤ علي المرور بجوار سور العزبه ثم قام الخواجه بركلي بحذاءه وقال لي هل تعلم ما إسم هذه الثمار إنها ثمار البرقوق لم أزرع سوي شجرة واحده لا يأكل منه سوي الخواجه وأسرته فقط أما أنتم أيها الرعاع فيكفي أن تسمعوا عنها فقط ثم أمر الحرس بإلقائي من علي السور الي الخارج .

...... وبعد عام جاءت ثورة الثاني والخمسين وثار الفلاحين علي الخواجه وكنت أتقدمهم فتسلقت السور العالي لأخذ حقي وعندما إقتربت من الخواجه توقف قلبه من أثر الصدمه ثم جاء بعد ذلك قانوت تحديد الملكيه الزراعيه فكان نصيبي عشرة أفدنه من عزبة الخواجه زرعتها جميعاً بأشجار البرقوق وبارك الله لي وشكرت النعمه بارك الله لي أكثر وكنت أتصدق بالكثير منه وها أنا الآن أكبر تاجر بسوق القاكهه يطلقون علي بإمبراطور الفاكهه ،فيا أيها الشباب أنتم ينقصكم شكر النعمه فقد قال الله تعالي ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ففهم الشابان الدرس وقاموا بتقبيل رأس الرجل ثم إنصرفا .

..... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي

الشاعر /ة / سيد عبدالمعطى

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق