تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
000000000000000000000
((( غوايات البنفسج 00 !! )))
الشاعرة و الاعلامية الشهيدة أطوار بهجت السامرائي " 1976 : 2006 م "
“لم أكتب يوماً
ليقال عني شاعرة
يكفيني شعراً
أنا.. على كل هذا الهوى قادرة”.
ثم نقرأها في قصيدتها “أحيان”:
“حين تشظّى الحلم
لم يبق سوى جناح حمامة
وكسرة سماء
وسبع سنابل يابسات”.
--------
يظل مسلسل مأساة الشعراء الراحلين في سن شرخ الشباب موزعة بين قتل و سجن و اضطهاد و حرمان و عزلة و منافي بالذات و غربة وطن و قيم هكذا 00 !0
و شاعرتنا أطوار بهجت مارست كل هذا في زمن الحب و الحرب كانت تحلم بعودة العراق الموحد بعد الصراعات ، تمقت الانقسامات المذهبية و الطائفية و العرقية 000 الخ 0
و لم لا فقد تربت في بيت جمع الإنسان العراقي الموحد برغم ان والدها سني و أمها شيعية ، نجد اسرة عايشت الحب و التفاهم كعادة العراق الذي استوعب كل هذا عبر تاريخه الحضاري حتي نالت منه مخالب الهمجية اليوم حصاد حقد دفين لبلاد الرافدين 00
فكم غنت شاعرتنا أطوار للوطن للحب للجمال فهي تمتلك لغة مشفوعة بالشاعرية و الحس الابداعي للفنون الجميلة 00
كما أن اسمها يحمل دلالات و تطورات كنبوءة تكشف لنا خريطة الواقع المنذري بكل المعطيات ترحل الشخصية و يبقي أثرها مفعم برسالة الانسانية في إطار الكلمة الطيبة لحن الحياة 0
و تقول الشاعرة الشهيدة في مجموعتها الشعرية التي بعنوان " علي جناح ليلكة " :
(إني أحبك.. ـ هل أخشى العالم ـ حسبي أني امرأة قُدت من حب ـ أدرك أن لا أحد يسمع مني ـ كلما كتبت كتل ـ طخت أصابعي بدم الورق.. ـ كلما دمعت عينا حروفي.. ـ ذروت فيهما رماد هجرك).
من أقوالها
«أتمنى أن يبقى العراق عراقا، واحتاج عراقا لكي أبكي على صدره والأهم أن يعرف الجميع أن العراق هو العراق وفي كل الظروف »0
نشأتها:
000000
ولدت الشاعرة و الاعلامية العراقية أطوار بهجت في عام 1976م ، في بغداد ، و قد
وتوفي والدها وهي في السادسة عشر من العمر في سامراء وتكفلت بمعيشة أمها وأختها الوحيدة إيثار. عملت بعد تخرجها من قسم اللغة العربية بجامعة بغداد عام 1998 في صحف ومجلات عدة حتى انتقلت إلى قناة العراق الفضائية كمذيعة ومقدمة برامج ثقافية ، وبعد عملية احتلال العراق عملت لعدة قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية حتى استقالت منها احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه المعاكس ، وانتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة أسابيع.
حيث اختطفت واغتيلت الشهيدة و ذلك في 2006 م وهي تغطي أحداث تفجير مسجد العسكريين بدينة سمراء 0
إنتاجها الأدبي :
==========
*ديوان ( غواية البنفسج ) 0
* المجموعة الشعرية الثانية بعنوان "على جناح ليلكة".
* راوية بعنوان ( عزاء أبيض ) 0
مأساة الشهيدة :
---------------
وبعد عملية احتلال العراق عملت لعدة قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية حتى استقالت منها احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه المعاكس ، وانتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة أسابيع. اختطفت واغتيلت مع طاقم العمل أثناء تغطيتها لتفجير مقام الإمام علي الهادي في سامراء في صباح يوم الأربعاء 22 فبراير ,2006
ويذكر ان العراق شهد منذ احتلاله عام 2003 مقتل العديد من الكتاب والمثقفين والصحفيين او تعرضهم للخطف ومحاولة الاغتيال مما دفع آلافا منهم لمغادرة العراق الى عدة دول عربية وأجنبية.
و تقول شاعرتنا أطوار السامرائي في قصيدته التي تتزاحم فيها الرؤي
* وعر درب عيوني إليك..
أبنك؟؟
لست من ألقى..
لست من أهوى..
كلما كتبتك
تلطخت أصابعي بدم الورق..
* كلما دمعت عينا حروفي..
ذريت فيهما
رماد هجرك..
* حبة فحبة
ينفرط عقد المحبة
ألملم ما تبقى
فلا أحظى بغير قصيدة
تدّعي أنك كنت..
* انطفأت شموع صوتك
فاشتعل العالم أسئلة
ومذبوحة رقصت طيور الأمنيات
* أوقد شموع صوتك
العتمة تخرسني
وأمنح للغيم دموعي
لا شيء كحزنك يمطرني
ألظم خيط الحلم
في إبر الحزن..
خط منه جناحاً..
خط منه صباحاً..
أولا تخط منه غير جرحي
يدمنني..
..........
يا أصخب ما في هذا العالم
إسمك وحده ينطقني...
إمتنان
شكراً:
لكل اللقاءات التي لن تجيء..
شكراً:
لحروف لن أسمعها..
لدروب لن نقطعها..
شكراً:
لسنوات أدمنتك فيها
ولم أعرفها...
شكراً لك وحدك
فتحت بوابة قلبي لكن
مهلاً..
قبل أن ترحل
أغلقها...
شظايا
* الشظية الأولى:
حتى حين إستحلت وريقة
ما أنصفتني
بدلاً من أن تخط قصيدة
مزّقتني..
* الشظية الثانية:
حين تشظى الحلم
لم يبق سوى:
جناح حمامة..
كسرة سماء..
وسبع سنابل يابسات..
* الشظية الثالثة:
أسفاً ما عاد في الحرف متسع
أسفاً ما عاد الصمت يجدي
خطانا..
منذ غابر الحب تبعثرت
إلا بقية
تركض الآن في وقتنا الضائع..
* الشظية الرابعة:
حين أورقت شجيرة الرماد
أثمرت في القلب
كفّاً مبتورة الأصابع..
* الشظية الخامسة:
نشرت كفّي على حبل غسيل
قدماي منضدة فارغة إلا من:
وردة..
وشرشف..
وكتاب..
* الشظية السادسة:
وحيدة أتقوقع في محبرتي
بالأقلام أسيّج حنجرتي..
وحيدة بلا صوت
أخط وصيتي
كتبت وكتبت
وحين جفّت المحبرة
وملّتني الحروف..
حينها:
دفنت روحي في المظروف..
* الشظية السابعة:
في المرآة أبواب تتناسل من رحم النافذة
لكن
هل ثمة باب مفتوح؟؟
* الشظية الثامنة:
يا ثرثا السكتة
معك:
صارت حتى الشلالات
تهدر صمتاً
* الشظية التاسعة:
صام تسعاً وعشرين يوماً ثم جاع فأفطر بإلهه قبل تمام الثلاثين..
* الشظية العاشرة:
حافية نذرت أمشي
من نار حزني
لبارود صمتك
قبل إبتداء خطاي صرعت
فاتني أن المسافة بيننا
أرض حرام..
* الشظية الحادية عشرة:
طويلاً...
هززت جذع صمتك..
أردته حبّاً جنّياً..
يــــــــــــــــــــــــــــــاه...
يا خيبتي...
نسيت بأني
لست المجدلية...
***
غوايات البنفسج
“لم أكتب يوماً
ليقال عني شاعرة
يكفيني شعراً
أنا.. على كل هذا الهوى قادرة”.
ثم نقرأها في قصيدتها “أحيان”:
“حين تشظّى الحلم
لم يبق سوى جناح حمامة
وكسرة سماء
وسبع سنابل يابسات”.
كيف يعقل ألا يكون هذا التشظّي المفجع، شعراً؟!
ونقرأها في مقطع من “مقاطع لا تصلح للنسيان”:
“لا، لن اسكت
أنوي أن أزرع هذا الأفق صراخاً
أحبك.. يا.. إني أحبّك
هل أخشى العالم؟
لا، لن يأكل يونسَ حبي حوت
حسبي أني امرأة قُدت من حب
حسبك أنك رجلٌ قُد من السكوت”.
وفي قصيدتها “اعتذار” نقرؤها على شكل نبوءة. وأي نبوءة مفزعة، حتى كانت هي الواقعة:
“نبوءة من ألف جرح..
كنت أدري بأنك الموتُ
من ألف جرح..
والسوء آتٍ”
ونقرؤها في “أقاليم”:
“آه.. لو تتمزق شرنقة الأفق
لو تتحرر مني قدماي
زنزانة في قعر الفرحة
زنزانة
في قعر الزنزانة روحي..”.
هذه كانت مطالعة سريعة لمفتاح شخصية الشاعرة و الاعلامية العراقية الشهيدة الشابة " أطوار بهجت السامرائي " مع سرد بعض نتاجها الأدبي من منظور جمالي انساني فهي عاشقة للحب و السلام ، ظلت تحلم بعودة بلاد الرافدين الي مهدها الغابر ، و لم لا فهي ضمير فجر العالم منذ عصر التكوين الأول مع بلاد النيل في صيرورة واحدة ، و كأن عين الحسود نزلت بساحتها فحولتها الي صراعات ، و شاعرنا تسجل بكلماته شظايا الحرب و قبلات السلام معا 0
حتي رحلت عن عالمنا غدرا شهيدة ، و ليبقي شعرها يغازل البنفسج دائما0
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله 0
الشاعر /ة / السعيد عبد العاطى مبارك
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق