الخميس، 8 أغسطس 2019

قصيدة بعنوان.. ⭐ليلة حزينه.. بقلم الشاعر ⭐ مجدي متولي إبراهيم

 " ليلة حزينة "

Magdy Metwally

ليلة حزينة

بقدراتساع الأرض.. بقدر ماهى أقل حجماً من فرحتى بزواج ابنتى الوحيدة.. لم تكن الكلمات مجرد مصادفة.. بل كنت أجمع , وادخر جزءاً من راتبى أستعداداً لهذا اليوم.. كانت الطبول التي تقرع وزغاريد النسوة ، تطغي على صمت الحي وتزلزل زجاج نوافذ البيت..ِ اِنزويت و شلة من الأصدقاء في الفرندة التى تنشق من الصالة الواقعة بقلب المنزل هرباً من الضجيج.. وامتلأت وجوههم فرحة لا مثيل لها.. شيئاً فشيئاً ابتدأ الوقت ينفد , وتقترب اللحظة التي انتظرتها سنين...غابت الشمس , أرخى الليل ستائره , وما أن رأنى الشباب اترجل من السيارة ، حتى تدفقوا عليَ ، مهنئين و مباركين , و كل يلتقط صوراً تذكارية بهاتفه النقال ، وانتهى طابور المهنئين.. عدنا أدراجنا في انتظار وصول العروس.. لحظات قليلة ووصل موكبها.. شعرتُ بشيء يغزو كامل جسدي.. ادخلوها إليَ وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض , والتف حولها صاحباتها... بدت خجولة ، على وجهها ارتسمت بسمة مغلفة بحياء شديد.. أزحتُ عن وجهها الطرحة. كانت في أروع صورها.. احتضنتها وقبلت جبهتها.. سبحتُ في أحلامي التي تحققت.. لحظات وغمرت المكان أمواج الفتيات بزغاريدهن وطبولهن وضجيجهن وأمانيهن لصديقتهن. وعيناى تحدقان هنا وهناك أترقب لحظات السعادة التى تغمر كل الوجوه.. كم أشتقت كثيراً لهذا اليوم الذى طال ؟

وعيناى تملأهما الدموع , تمتزجان بالفرح والذكرى معا.

فجأة.. توسط الموكب أخرون.. ارعبتنى عيونهم المحدقة.. اخافتنى نظرات الانتقام , والوجوه التى تكسوها الأقنعة.. تجمد الدم على وجنتي , وأصابتنى الصدمة بصرعة الخوف الشديد.. أطلقت قدماى مسرعا ركضا كسرعة البرق.. عندما رأيت هؤلاء يحملون بنادقهم..

لحظة إندهاش المدعووين , ونظرة صمت من العريس للعروس.. كانت فوهة بنادقهم تمطر الجميع بوابل من الطلقات..

فى ركن قصي من قاعة الأفراح وتحت ضوء مصباح باهت اللون.. كان يقف أحد الأصدقاء وهويضرب كفا بكف ويتمتم :

ــ مسكين ذلك الرجل. وصرخ فى الجميع :

ــ دعوه يستريح.

بينما كنت أمكث على ركبتى , وأنا أحمل بين راحة كفي بقايا ثوب العروس الأبيض.

بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم

الشاعر /ة / Magdy Metwally

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق