الجمعة، 22 مارس 2019

الشاعر فيصل بدر يكتب قصيده بعنوان (((((( لحظات لا تنسى ** مع M )))

((( لحظات لا تنسى  ** مع  M  )))
مضت سنوات العمر ونحن فى غفلة .. تاهت آشعة الشمس
وغاب ضوء القمر خلال أعوام العمر الماضية . وكادت
ملامح الوجهين أن تتوه .علما أنّ أحداث الحياة لم تُنبء
عن ميلاد لحظات السعادة بعد . أوشكت مساحة المشاعر
بالقلب على الاحتضار . وفى أول عيد للأم بعد رحيلها
من عام مضى . تحركت أصابع يديّ النحيلتين على لوحة
الكتابة بالحاسوب . ولم يستوعب عقلى وقلبى مادار من
حوار فى هذه الليلة إلا بعد سطوع شمس اليوم التالى .
ولم تصدق عيناى أننى على موعد مع ميلاد الحياة فى
ظهيرة اليوم التالى . فلم يتبق عن الموعد سوى ساعة
واحدة لم أدر ماذا أفعل ؟ وكيف أتحرك ؟ وحينما نلتقى
ماذا أقول ؟ وبلهفة مريض الى الشفاء استقليت سيارتى
ودعوتُ الله أن يؤخر عقارب الزمن كى أتمكن من الوصول
وحمدتُ الله كثيرا حين وصلت الى حديقة تواجه مكان اللقاء
وقضيتُ وقتا طويلا رغم مرارة الانتظار إلا أن سعادة اللقاء
تحاصرنى  . سرقتنى قدماى وخرجتُ أنظر للمارة فى الطريق
عسى أن ينبض قلبى ومضى الموعد بنصف ساعة ولم يولد
النهار .استعمرنى اليأس واسطحبت سيارتى متجها لطريق
العودة وبعد مايقرب من نصف ساعة سيرا بالسيارة إذا
بهاتفى يوقظنى من نوبة يأس حطمت أفكارى . يا لها من
مفاجأة لم يتصورها العقل . ها هو الرقم الذى اعتاد أن
يُجدد ضوء الحياة فى عمرى كل صباح . حاولتُ أن أتمالك
نفسى فى الرد على الهاتف .. وسألتها أين أنتِ ؟ قالت :
فى طريقى الى المكان الذى اتفقنا عليه . سوف أصل اليه
بعد عشر دقائق . لم أعرف كيف غيّـرت حركة سير السيارة
ولم أنظر الى عداد السرعة وكأنى أقود أحدث سيارة بسرعة
تفوق الجنون وأحمد الله على أننى وصلت الى المكان وأغلقت
السيارة ووقفت فى الجانب الآخر لحظات ليست بالكثير .
وإذا بميلاد السعادة . فلأول مرة أشعر بضوء القمر يعانق
خيوط الشمس الذهبية يالها من لحظة . وكأنها لحظة الفوز
بدخول الجنة . لها رونق وفرحة لم أستشعرها طوال العمر
الماضى . ركبنا السيارة بعد حوار بكلمات معدودة .
وتبادلنا النظرات لا أعرف الى أين نتجه ؟ ومتى نعود ؟
وأحمد الله على أن الطريق لم يكن مزدحما فقد كانت
عينايا مشغولة بالنظر اليها وقلبى وعقلى وكافة جوارحى
أسيرة بين ابتسامتها وبعض كلماتها الرقيقة مع انخفاض
الصوت.. لم يكن بخاطرى أن أضع يدى فوق يدها ولكنها
حركة لا شعورية ودون وعى أو تدبير . وجدتُ يدى تتسلل
الى يدها وحينما التقى الكفان زادت نبضات قلبى وأوشك
على التوقف لولا حاجتى لأن أطبع شفتيّ على يدها وقد
كان العلاج الوحيد لقلبى فسرعان ما هدأ والتقطتُ أنفاسى
ونظرتُ فى عينيها أحسستُ بأنها تحتاج الى الى العناق
خاصة بعد احساسها ببرودة يدى وهى تحتضنها بيديها
لتدفئها . ولم يكن فى تدبيرى ردا على اشتياقها لقبلة على
جبينها أو خديها ان لم تكن شفتيها خاصة وهى تضع هديتها الغالية
 على عنقى واقترب وجهها من وجهى وخشيت أن تتلوث شفتاها .
 فقد أخبرتها مرارا بأنها أرقى واطهر من كافة البشروغيرتى
عليها بلا حدود . أرادت أن تطمئننى فاسطنعت رباط الحذاء كى
 أرى ما ترتديه تحت ثوبها الأنيق وحينما ابتسمتُ عاقبتنى
بقرصة كأنها مداعبة العشاق فى قدمى ولكنى
وددتُ أن أكرر طباعة الشفتين على يدها . أخذتُ يدها والخوف
يملؤنى أن تمانع .. وحينما استقرت يدها على شفتيّ أحسستُ
بحنينها لتلك اللحظة .  فقد كانت مساحة العواطف بالقلبين
على وشك الاحتضار . أشكر الله على أنه أرسلها لتعيد
نبضات قلبى الى الحياة . يالها من لحظات لا تنسى
*********************
شاعر القرية
فيصل بدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق