السبت، 30 مارس 2019

ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية بقلم : د. عبد القادر بشير/ كركوك

(ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية

بقلم : د. عبد القادر بشير/ كركوك

بالأمس القريب بارك (ترامب)، بكل وقاحة وجرأة سياسية قلّ نظيرها دولياً ملكية إسرائيل للقدس كاملة، وسميت بـ(صفقة العصر) في حينها، واليوم يسلم وبكل استخفاف بالمواثيق الدولية (مرتفعات الجولان) السورية، ويسمح للكيان الصهيوني بضمها نهائياً إليه، كأن القدس والجولان عقاران أمريكيان يهبهما الرئيس لمن يشاء دون رادع دولي يذكر!
إن الادارة الأمريكية، متمثلة بشخص الرئيس ترامب، لا تمتلك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان المحتلة، أو أية أرض أخرى ذات سيادة وطنية. لأن مثل هذا التصرف اللاعقلاني والطائش يعدُّ انتهاكاً صارخاً، وعملاً لا قانونياً ولا شرعياً، بل هو خرق فاضح للقرارات الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن الدولي ذو الرقم (497) الذي استبعد الاعتراف بأراضٍ أخذت عن طريق الحرب، حيث تم بموجبه رفض القرار الاسرائيلي بضم الجولان المحتلة إليه، وتم اعتبار الإجراءات كافة والتدابير الاسرائيلية لتغيير طابع الجولان العربي والاسلامي لاغية وباطلة.
إن الاعتراف بالباطل رافد من روافد الإرهاب الدولي، ووسيلة لدعمه استمراريته، ولكن ترامب لا يكترث بكل ذلك لأنه أثبت، خلال مسيرة رئاسته، أنه دكتاتور فض جاء لينسف كل القيم الديمقراطية التي تنادي بها أمريكا والعالم المتحضر الجميل.
هذه المراهقة السياسية ستؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع المتوترة أصلاً، والمتحولة إلى كرة نارية منذ عقود خلت في المنطقة، وتضعها على شفا حرب مرتقبة. هذه الخطوة غير المسؤولة أثارت تداعيات وردود أفعال على مستوى العالم؛ الذي بيّن بدوره حالة التراخي العربي - الإسلامي في مواجهة الطغيان الأمريكي - الإسرائيلي، لأن ردنا وبعد قوتنا ومنذ سنة 1948 اقتصر فقط على الإدانات والاستنكارات والتمسك بقصائد بعينها وأغانٍ حماسية لا غير ذلك، وهي سابقة خطيرة، ومواجهة غير مسبوقة ضد الإسلام لتفتيت الدول العربية والإسلامية وصولاً إلى دولة (إسرائيل الكبرى) التي جاءت خططها في (بروتوكولات حكماء صهيون) قبل ما يزيد على قرن من الزمان، فهو تعميم للخراب والدمار على الأرض بما يخدم الأجندات الإسرائيلية على المدى القريب والبعيد ايضاً.
ليعلم ترامب ومن معه من حكام العرب (المتصهينون) أن التأريخ لا يلغيه قرار، والجغرافية لا تصنعها نزوة أو تغريدة على (تويتر) فالعالم الواسع الكبير ليس بالمكان الذي يمكن إدارته بالتغريدات أو بالمراسيم الرئاسية الباطلة.
وإنْ يَكُ صدرُ هذا اليومِ ولّى - - - فإنَّ غداً لناظرهِ قريبُ ... وللحديث بقية.
-------------------------------------
دكتوراه صحافة
دكتوراة فخرية في الاعلام الهادف
عضو عامل في نقابة الصحفيين العالمية
رئيس تحرير مجلة الصواب المستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق