بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي محمد رسول الله
....................................................
مصر ؛ وحقائق غائبة!
..............................
مع مساحة الكرة الأرضية ؛ وإتساعها لتسع ضعاف ما تحمل من خلق الله بشرا وحيوانات وطيور وزواحف وغيرها ؛ إلاأنها في حالاتها العارضة ؛ تضيق بمن فيها ومن عليها ؛ وهكذا يرغب أو يري قاطنوها ؛ فهي مجرد رغبات تساندها مزعومات ؛ بشرية لا تحمل من الحق والحقيقة سوي جانب الوهم والطمع وكثير من الغرور والإستكبار ؛ ولو من المخلوق علي نفسه ؛ وأحيانا يتطاول المخلوق علي خالقه ؛ فيتجاوز المعقولات والمفاهيم وصواب الحق والحقيقة ؛......
إنها رغبات ؛ يصعب وصمها بالسلبية أو الطمع ؛ إنما هي في جانب كبيرمنها ؛إنما هي الإحتوائية العمياء ؛ والتي لا تري سوي ذاتها بكل الغرور والأنانية في مرآة ذات توجه وحيد ؛ لا تري فيه ولاتوضح سوي تضخمات الذاتية غرورا وتكبرا ؛ وإنسحاق في النرجسية بكل سلبياتها ؛ مفتقدة أي نزع الي الإنسانية الصحيحة وما تزخر به من إيجابيات تتسع لكل خلق الله تنوعا وعددا وميولا وتوجهات ؛....
كذا نعيش في عالم منغلق علي ذاته ؛ في شبحيةالقصور الفكري والأخلاق والتي جاء ليدعو لها خير خلق الله ؛ والتي هي في عموم ومطلق مسماها " مكارم الأخلاق "...............
وما نقول به ليس مجرد دعوة إسلامية وفق مفهوم ضيق ؛ لا رحابة ولا إتساع فيه لسواه ؛ وتلك كذبة بشريةكبري ؛ يقودها من يملكون عناصر القوة دون مقوماتها الأخلاقية وصحيح مفهومها الإنساني ؛.................
والصراع والتصارع والإنسياق في تيارتها ؛ هو أمرمدفوع الأجر ؛ ماديا وأخلاقيا ؛ دون اعتبار لفكرةالعقيدة والإعتقاد سماويا كان أو انسانيا ؛ فهو أمر مجرد من كل قيمةعدي المادية والحسية منها ليس إلا ؛....
فيذهب البشرإلي البحث عن مأوي أوملاذ هم في غيرصحيح الإحتياج إليه ؛ عبرإتساعات الفضاء وربما إختراقا لسموات يضيق علمه عن إحتواء مجرد فهم أووعي أو ادراك ؛ أو جميعها لها ؛......
فالقاعدةالعامة أخلاقيا وعقيديا وإنسانيا تذهب إلي قول صادق وصحيح يقول إن "في الأرض أو علي الأرض متسع للجميع " ؛ ولكن ؛ ومع فهم "لكن" معني وحرفا وأداة لغوية ؛ تنفرج الرغبات الغيرمفهومةولا واضحة للعقل البشري ؛ والذي هو ضيق بقدر الزعم بإتساعه ؛ ليعي ويدرك طبائع الأشياء ومقوماتها وطاقتها الإحتوائية سلبا وإيجابا ؛...........
وفي حالةماثلة ؛ فمصرالدولة والشعب تعيش علي مساحة لا تجاوز 4% من جملةمساحتها ؛ وهي المساحةالتي بالكاد تحتضن نهر النيل ؛ ليس إلا ؛ وما قد يزيد من بعد فهوهول لا يتسع ليحوي متطلبات الحياةالمعتادة ؛ ولكنها محاولات عساها ان تجد منفرجا يضمها للأحضان المتحددة لنهر النيل ؛..........
وتبقي فكرة العلم أو تحديدا "التقنيةالعلمية " كأمل أو رجاء ؛ يمنح أملا في أن تتسع الرقعةحول النيل لتمتد مقومات الحياة من عند ضفتي النيل ؛ لتشمل ما يأمل أو يرجوالإنسان أن تتسع اليه ؛........
ولا ينكر أحد أن مساعي الإعمارتعمل عملها لتتسع رقعة الإحتواء التي يحتضنها النيل ؛ ولو بتوجهات علمية أوتقنية تعطي مجالات حياتية أخري ؛ وهو ما يبدو في أمورانشاء المدن الجديدةعلي الحواف القريبة بشكل ما من ضفتي النيل ؛ ...........
من ناحيةأخري ؛ فيبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يري وجهةأخري إضافية لما عليه مصر ؛ فهويراها بإتساع الكون ؛ وبإتساع يجعل من مطلاتها البحرية – تحديدا علي البحر الأحمر- ما يستحق الجهد والمحاولة ؛ وهي رؤية
إيجابية ؛ تحمل أمالا كبارا ؛ تتسع بالرقعة الحياتية لمصر إلي ما يكافئ تمددها السكاني البحري والذي جاء بها من تعداد أربعة ملايين نسمةإلي ما يجاوز مرحليا المائة مليون نسمة ؛ وهو أمر له حساباته التفاعلية في تقديروتقويم حسابات القوة المادية والحياتية لدولةبحجم مصر في قاعدتها الجغرافية والمسماةبالشرق الأوسط ؛مع إعتبار إطلالاتها علي كل الغرب الآسيوي والجنوب الأوروبي ؛ مع إعتبار
العمق القاري الإفريقي ؛.............
إننا هنا نعتبرالقيمة الفعلية والتفاعلية للرؤي والتوجهات والوعي الإعتباري لمصر من خلال وجهة النظر التي يعتبرها عبد الفتاح السيسي ؛ وهي رؤيةلها جانبها الدفاعي ؛ ولا أود أن أقول "العسكري" في محيط عربي وشرق أوسطي تستغله اسرائيل بمعاونةأمريكية ؛ ليس لمجرد أن تكبر وأن تنمو إسرائيل ؛ ولكن بإعتبارأن إسرائيل هي المطل بل وأكثر الممرات الآمنةبالنسبة للولايات المتحدةوصولا إلي مصر في حال فشل كافةالمحاولات الأمريكية الأخري لتصل إلي مصر علي سند من فكرةالماسونية "البنائية " والتي نشأت في مصر زمن وجود بني إسرائيل من عند النبي يوسف ثم تهودهم علي يد النبي موسي ؛ وإلي رحيلهم عن مصر معه ؛...
.................
لقد أشرنا أو ذكرنا بعض أهم الإعتبارات التاريخية المدعي بها أمريكيا وإسرائيليا – رغم تناقضهما الخفي-حول وعن مصر ؛ والتي من خلالها يمكن الوعي والفهم والإدراك لتوجهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ؛......
.............................
نلتقي بفضل الله ؛ في حديث تال ؛..........
..........................
الكاتب والمفكر السياسي
محمد رمضان
....................
الإسكندرية في 9 فبراير 2019
........................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق