الاثنين، 4 فبراير 2019

قصه بعنوان(آمل الحیاه) بقلم الگاتب/محمد الرحالی

قصة قصيرة
الجزء الثاني : من قصة سهام الأسئلة
وعنوان هذا الجزء :

                              ☆☆    أمل الحياة   ☆☆

كان العرق يتصبب منها وأحست بالغثيان والحمى وتراخى جسدها وتمددت على الأرض وهي تحاول فتح عينيها في تثاقل لكنها عبثا كانت تحاول .
  كان أحمد  يجلس أمام سرير زوجته  عائشة وهو يقبل يدها ويتمسح  بشعرها في حب وحنان عند رؤيته لها تفتح عينيها في تثاقل فقال لها:
-  الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي
نظرت إليه في استحياء بعدما استشعرت وجود أشخاص آخرين في الغرفة وقد أخفت دمعة سقطت من عينيها وقالت :
- تسلم يا أعز الناس ..يا سندي في هذه الحياة...ولكن أين أنا ؟ من جاء بي إلى هنا ؟  أهذه  مستشفى
- إهدئي  الآن يا عزيزتي كل شي سيكون بخير
أخذت تتفرس في  وجوه الزائرين الذين يحيطون بسريرها وهي تحاول أن تتذكر ما حدث لها ..لكن ألما في بطنها قد أثناها عن التذكر وأطلقت أنينا حارا سمعه كل من بالغرفة .. حاولت أن تتحسس موضع الألم بيديها لكنها لم تستطع ..إلى أن  قال  لها جميع من بالغرفة :
- الحمد لله على سلامتك ..طهور بإذن آلله يا عائشة
ابتسمت لهم وبصوت يكاد يكون همسا قالت :
- أحمد الله على أن رزقني الله عائلة مثلكم..كل عبارات الشكر لن تفي  حقكم
نظر إليها حسن في عتاب ..ثم ما لبث أن تبسم في وجهها وقال :
- يبدو أني أحب الناس إليك ..لدرجة أن تدخليني السجن
نظرت إليه عائشة في دهشة وألف سؤال يدور بخلدها..وكادت أن تنطق قائلة :
- السجن ؟
لكنه لم يمهلها حسن قول ذلك ..فاستطرد في غضب قائلا :
- كيف طاوعتك نفسك أن تحاولي الإنتحار  ..أما تعلمين أن الله أودعك نفسا وجب عليك ألا تلقيها إلى المهالك.
أحس حسن بيد شخص تطوق خصره   كأنه يلح عليه أن ينظر إليه ..وقبل أن يتبين صاحبها سمع صوت زوجته في أذنه يقول :
- رفقا بها يا حبيبي هي ما زالت تحت تأثير العملية .
حين سمع حسن من زوجته ذلك هدأ روعه وانطفأت جذوة الغضب في صدره وأردف قائلا :
- على كل حال يا أختي العزيزة
أحمد الله تعالى أنه لم يصبك سوء
 أخذت عائشة تبحث عن خالتها ( جمعة ) بين الزائرين ..فلاحظ ذلك زوجها أحمد وقال مازحا :
- خذي راحتك يا حبيبتي في الحديث فخالتك ليست بيننا نريد أن نشعرك بالراحة والهدوء والطمأنينة لذلك لم نأتي بها معنا بحجة أنك ترقدين في الطابق الأخير من المستشفى الذي لا يتوفر على المصعد .
تنهدت عائشة في راحة وقالت :
- لا أريد رأيتها مرة أخرى..لقد حاولت الإنتحار بسببها ، تغاضيت عن قولها كثيرا لكن سهمها كان هذه المرة أكثر حدة من  ذي قبل ومنقوعا في سم السخرية والتهكم...فاسودت الدنيا في عيني وضاق صدري ولم أعد أرى أمام عيني إلا ..
وقاطعها حسن وقد رفع صوته بالضحك :
- إلا قنينة الغاز الفارغة
- ماذا تقول ؟
كأنها لم تصدق ما قاله لها حسن في هذه اللحظة ، فبدأت تتفرس في عيون الزائرين أن يصدقوها الخبر ، فوجدت أن جميعهم يأكدون لها صدق كلامها  فقالت في استغراب وخوف :
- هل كانت قنينة الغاز فارغة ،إذا كان الأمر كذلك فلماذا أنا في المستشفى وما هذا الألم الذي أشعر به في بطني
بادرتها زوجة أخيها حسن وقد رسمت على شفتيها ابتسامة الفرح :
- يا حبيبتي عندما قمت بوضع  إبنتي شيماء في سريرها سمعت بكائها حين كنت أعد لك واجب الضيافة في المطبخ .. فقلت في نفسي لعل عمتها عائشةتغير لها الحفاظات ، إلا أن جائني إبني زياد يخبرني أن شيماء لوحدها في البيت ..فلم أصدقه وقلت إنهم  الأطفال دائما يقولون أشياء بغرض المزاح وكما تعلمين أن زياد يبلغ من العمر ستة سنوات ،فتركت كل شيء كان بيدي و ذهبت أتحقق من الأمر فوجدتها كما قال إبني فلما سألته عنك قال:
-  رأيتها تدخل قنينة الغاز معها إلى الحمام
خفت كثيرا واتصلت بحسن الذي كان خارج المنزل وأخبرته بالأمر..ولم تمر إلا بضع دقائق حتى وجدته يكسر الباب .
في هذه اللحظات دخل الطبيب إلى غرفة المستشفى وألقى التحية على الجميع..وأمسك كناش الكشف المعلق على سرير عائشة وأخذ يقرأه وحين انتهى من قرائته تبسم في وجهها وقال :
- ممتاز.. صحتك في تحسن  ..لو لم تحضرك الإسعاف في الوقت المناسب لماقمنا باستئصال الزائدة الدودية في الوقت المناسب و لأثر ذلك عليك سلبا..
بهتت عائشة لسماع ذلك من الطبيب وأدركت في الحين أن الألم الخفيف الذي كانت تشعر به حول السرة من حين لآخر  سببه الزائدة الدودية وكذلك أدركت أن ازدياد الألم الكبير الذي كانت تشعر به في الحمام لم يكن  سببه الغاز الذي هيأ لها أنه ينبعث من قنينة الغاز ..نظرت إلى الطبيب  وخاطبته قائلة :
- متى ستكتب لي على الخروج يا دكتور
-  نحن في انتظار فحوصات الأشعة التلفزيونية على البطن للإطمئنان على حالتك والجنين
لم تصدق عائشة ما سمعته من الطبيب وقالت في فرح شديد بصوت جهوري :
- أرجوك أعد ما قلت يا دكتور !
ربت الطبيب على كتفها وقال :
- الأمر ما سمعت يا ابنتي..أنت حامل
بدأ قلبها في الخفقان بشدة والتفتت إلى جميع من بالغرفة وخيل إليها أنهم لم يسمعوا قول الطبيب فقالت :
- أسمعتم ما قاله الطبيب أنا حامل ..يا أحمد يا زوجي العزيز أنا حامل ...يا يا يا حسن أخي أنا حامل يا يا....أنا حامل
أجابواها بصوت واحد :
- مبارك عليك يا عائشة
وأردف حسن قوله :
- كنا ننتظر الفرصة السانحة لنقولها لك لكن ما عسانا أن نفعل إن سبقنا الطبيب إلى إخبارك بهذا الخبر المفرح
فردت عليه عائشة بقولها :
- لا عليك يا أخي العزيز ..الآن فهمت كنه النظرات التي كنتم ترمقونني بها...والله لو أستطيع أن أصلي حتى تتورم قدماي شكرا لله لفعلت ..الحمد لله والشكر لله
وأخذت تردد هذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيها في فرح 

                               محمد الرحالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق