متى ياحزنُ ترتحلُ؟
..................................
متى ياحزنُ ترتحلُ
ليأتيَ عندنا الأملُ؟
وينأى اليأس خذلانا
ويشرد خلفه الهملُ
فكم قطعت أفئدة
تهاوت قربها الحيلُ
وكم مزقت من نفس
يُرى في دربها الزللُ
وكم أدميت من روح
يعيث بخطوها الشللُ
لنصبح صبحَنا قسرا
فتلقانا به العللُ
ونشرب مر أشربة
فيذهب عقلَنا الخبلُ
ويذهب ريحنا حتى
يزامن حالَنا الخللُ
وتحملنا ليالينا
لشرِّ مابه خجلُ
كأن الكربَ موصولٌ
بما بالهم يكتملُ
ودمعَ العين محمولٌ
بما بالذل يكتحلُ
فعذراً إن خلا شعري
من الفرح الذي يصلُ
وعذرا إن بدا قولي
أنينا أو به عجلُ
فقد أُشبعتُ ٱسقاماً
فخَطَّ حروفيَ الكللُ
ولا أقوى على ألم
و مالي بالأسى قِبَلُ
فيارباه أدركنا
فإن مصابنا جللُ
ولايعلو بنا قول
ولايرقى بنا عملُ
ولكن رحمةً نرجو
بها الأعناق تتصلُ
لتُذهبَ حسرة فينا
تقاس بطولها السبلُ
وتجليَ حرقةً أشقى
بها الأنفاس تشتعلُ
عسانا نستوي بشرا
لرب الكون نبتهلُ
ولا نغتر بالدنيا
فأرضى مابها كسلُ
وأبهى مابها نصبٌ
وأزهى مابها مللٌ
وٱخرها ثَرى لحدٍ
على الديدان يشتملُ
وليس يفوز من يقسو
ولامن كان يقتتلُ
ولامن قد سطا زورا
وقد زينت له الحللُ
ولا من سار مختالاً
فصادق سيره الفشلُ
ولكن من حنا دوما
و خالط قلبَه العسلُ
وأخلص باذلاً روحاً
على الرحمن تتكلُ
وزكَّى النفسَ في الدنيا
بما زكَّى به الأُوَلُ
وودَّ الكونَ عن حبِّ
به الخيراتُ تحتفلُ
فأحيا بالهدى زُمَراً
لربِّ النَّاسِ تمتثلُ
د.أسامة شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق