السبت، 16 فبراير 2019

معزوفة وطن /الأديبة هيفاء البريجاوي

/معزوفة وطن / تتمةحوار روح لأبجدية لاتنتهي

أيتها الأرض أنت من شهد حبي ....
وذرات تراب عانقت الروح قبل الجسد .....
استعدت معك ذكريات طفولتي.
جددت فيك تاريخ ميلادي محبرة....
 تتجدد كما باقي ايام العمر  ..
تهزم أ حزاني تعانقني....
أبحرت عالمك ألتقط صوراً لم تغادرني ..
عليّ أزفها على بساط الريح نقد وبصمة عناق .....
يتوجع عناقيد شموخ وكبرياء له الجباه تنحني...
 ووشماً ستبقين كما الروح والنبض لدم واحد يسري ....

ما تراه عيني خيال لا حقيقة ..
                     الحقيقة ما سكنني ويسكنني ....
آه أيها الحبيب خذني ..ضمني بين ذراعيك.حدثني طويلا ..
فقد طال ليلي وانا بعيدة عنك كما فراق الروح عن الجسد 
فأنت كما السماء تضم النجوم أبناء تستوطن فسيح كون مظلم .......
        لتتوج إشراقةعمر لليله صبح أنوار تهلل....
         اشتقت طفولة ..براءة ..ضحكات .....
كانت تلتحم مع هدير النافورة وأشجار السرو وطيور الصباح للتحية تبادلني ......
عدت لموطن الأجداد  جمعت كل حقائب ذكريات تعيشني ....
كما كان امس وللنقاء يفرز ويجدد.
لأسردها على سطور صماء ولسنين عمر طويلة رحلت لكنها بكل التفاصيل تعيشني تأبى أن تفارقني......
 لأجد نفسي متكئتة على جذع شجرة كانت بمنتصف فناء نقشت عليها أحلامي وزاد عمري تشهد أنني عاشقة  لحبك أعانق ثرى أرض للعظماء  ...تناثرت كما  اطياب الزيزفون ورائحة الفل تحتضنني لأعيشها يومي الراحل كما البارحة لغد...
كما أمس طال فيه سهادي واشتد فيه أزري لأمضي عزيزة أنني ابنة هكذا وطن له انتمي .....
 أمس كنت ببيت الجد صباحات مشرقة أحمل حقيبة الأحلام والتمني ....
ليوم طويل غفت معه خيالات ..لصديقات رافقتني طفولتي وسنوات عمري ..
وبيوت الحي كلها كانت بيتي العتيق سرد ذهبي تاج الوقار البستني ..
لايام عشتها مع الاشجار والجبال نقشت بقلبي كل جمال طبيعة حلة احتوتني كما فراشات الحقل .
تتراقص على اغصان الأشجار وسنابل تتمايل لا يكسرها قحط وللرياح تعاند تنثر حبات الخير والأمل ..
كما زاد العمر، وكل تفاصيل أذكرها وكأنها تخبرني عن  أشواق وزمان ما زال للحب يهدي وينثر سطور النقاء بكل زاوية وبيت وحي .
مدينة الجمال والتراث الأصيل فيه عاشت امم سطرت أروع عراقة تدرس لأجيال لن تغيب كما بيت المهد إلى اللحد....تستقطب أيام العمر...
ورائحة خبز التنور واهل الحي تجتمع على موائد الافراح كما للأحزان تلتحم لا يثنيها بعد ولا هجر....
كم اشتقت أن احتضن ينبوعها العذب الذي ارتوينا منه الشموخ والوقار ولم يعرف سنين قحط ....
أرض أنجبت الأبطال منذ سنين طوال وما زالت على العهد والوعد..لأعود لذاك البيت اغفو قليلا .لتوقظني أصوات لا تشبه همسات الأمس ..
لمن رحلوا وغادروني أشخاص لكن أرواحهم بكل خطواتي رافقتني ..كلما شعرت بالوحدة شهد لي القمر انني مهما تألمت كنت للصباح أشرق لا أعرف لليأس موعداً..
.من هنا ما زلت أجدد العهد أنني ابنة بلد اسمه بالجسد يسري كما النبض  ..
وللنبض ألف قصة ترويني انشودة ما غابتني ...
سورية حبيبتي وأي حبيبة تنصهر فيها ذات عطشى للحب  ..للعشق الأبدي .
.تحتوي كل نفيس لا يقاس بعمر ولا زمان..
ولحبك أجدد العهد أنك بالدم تستحقين منا الولاء والحفاظ على العهد..
هذا ونحن أبناؤك فكيف عابر سبيل يشتاق لضمة الأب والجد ..لاحتواء يشق اللب من جسد أرعاه الفقد ..
أعيديني فقد تاهت طرقاتي والدليل للنور هو أنت ..
.أسمو كبرياء لأني ابنة شآم الأوطان على ترابك ولدت ولك أجدد بعد القسم والعهد بلاد  العز أنت ..
تاج نكلل به عمراً مضى وعمراً بالدم يسري ولحبك يخط بلغة فيهاكل المعاني والعبر من البارحة إلى اليوم وإلى أبد الدهر...
هنا انتهت  حروفي لكن قصة عشقي لم ولن تنتهي ...
حينما التقينا لم أستطع أن أكبت أشواق وحب أسطوري  انصهرت نبضات قلبي...
 تتكاثف مع دقات قلب متيم بحب جنوني ......
حديث طويل دار بيننا وعناق تخلل روحي الهائمة..
عشقا لترانيم تفاصيل تعيشني تحتويني...
  وصقيع روح لم تسكته السنين ولا الأيام...
 إلى أن عشنا لحظات ولربما ساعات  فيها أيقظت  كطير جريح عانقت سحائب ...حكت... بكت ...غنت.. دوى صراخ روحي لم أكتفي من أنين  وصراخ هجر جسد ابلته السنين طي النسيان ...
لأستفيق على دموع هجرت سماء تحاكيني بلغة لا تشبه لغة الإنسان ...
فيها كل الألغاز والعبر والمعاني ..
فيها سجود ودموع وحرقة تستنجد هناموطني.....
 هنا أرض أعلنت لها عبودية تناثرت روحي بين سجايا عطاء خالق رحمن.....
أصبحت أمانينا ما بين فقيد ووليد ..
.حبيب وغريب .قريب وبعيد تبعثرت فينا الدروب ..
لكن السماء أعلنت سكرات لا تعرف الهذيان ...
هذا ما أكملت به أبجدية لا تعرف للحب عنوان....
بقلم /هيفاء البريجاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق