الجمعة، 15 فبراير 2019

يقظة بعد غفوة /الشاعر نعيم كمو

يقظةٌ بعد غفوة ٍ
مُساهمة من طرف نعيم كمو في الخميس ديسمبر 10, 2009 6:42 pm

يقظةٌ بعد غفوة ٍ
[*]غفتْ نفسي غفوة ً عميقة ً وفقدتُ خلالها كل إهتمامٍ فيما يتعلقُ النظرُ الى الجنس الآخر 
. درجتُ بالطلوع ِ نحوَ البحثِ عن اسرار ِ الطبيعة ِ
متسائلاً مثلي مثل الانسانُ الاولُ
من أين أتيت ومن مسؤولٌ عن إتياني وإلى أين أنا ذاهب ٌ
أكدحُ ابحثُ اقرأ
.قطفتُ من كل ِ بستان ِ زهرة ً
من العلوم ِ بمختلف ِ مستوياتها اليسير منها
. ومن الفلسفةِ والادبِ والشعرِ ما استطعتُ أن أحفظُه في ذاكرتي
. وكغيري مِمَن يبحثُ عن النهاية ِ لمْ أصلْ إلا الى جزء ٍ يسيرٍ من المعرفة ِ
. ولكنني إستطعتُ أنْ أكوِّنَ فكرةٌ قد يوافقني بها البعض وقد يخالفني البعضُ الآخرُ 
إن الحياة َما هي الا دورة ٌ تُعاودُ نفسها باشكالٍ مختلفة ٍ
تبدأ منَ الصفرِ وتنتهي فيه
اي أننا من التراب ِ واليه نعودُ 
نمتزجُ ببعضنا ونتكون ُ من جديد وبأشكال متطورة ٍ
.اي ان الاجساد تفنى والافكار تبقى
ليرثُها من يأتي بعدنا ويطورها مستفيداً من تجاربنا
وهكذا تدورُ الدائرة ُ دونَ توقف ٍ
فجأة صحتْ نفسي من غفوتها
وخُلِقتْ أمامي زهرة ٌَ تشتعلُ كالجمرِ 
. لسعني وهجُها اذْ تقولُ لي بماذا أنت سارح ُ
,إنك َتعدو خلفَ السراب ِ
لاتتعبْ ولاتحزنْ الحبُ هو سرُ الحياة ِ
تعالَ وإقضى ما تبقى من الأيام ِ نتمتعُ بحلاوةِ الدنيا 
.شدني هذا القولُ وأيقظني من الغفوة ِ
,جعلتُ هدفي في الحياة أن أرَوِضَ نفسي 
وأشوقها برؤية الوردة الحمراء 
.تصوروا أنني جلتُ في مختلف ِ صقاع ِ الاْرض
ولمحتْ عيني وروداً جمة ً
,لكن أبرزُها زهرةٌ في ربيعٍ خلاب 
.جعلتُها هدفي
وصرتُ أسقيها من عرقي طوراً
ومن دمعي طوراً آخرَ 
.نجمتُ وبصرتُ لكني لمْ أرَ شبيهة ً لهذه الوردة ِ
. وما الجدوى من النظرِ إليها
فهي لا تنبت ُ في الاْرض التي أراودها 
حاولتُ أجزَها من جذورها
وأزرعها في أرض ٍ قريبة ٍ
لمْ أتمكنْ . جذورُها مغروسة ٌ في أعماق التربة
حاولتُ أن أزرع َ شبه ٌ لها لم أجدْ
.عندما أدخل الخمائل تتواجدُ كل اصناف الازهارٍ
لمْ يلتفتْ نظري لسواها
.جربتُ زهورَ الصباح لم تكنْ بنفس ِ العبق ِ
.حاولتُ أتقمصُ شكلَ نحلة ٍلاْسرقَ عبقَها
ولشدة ِأريجُها الفواحُ 
حتى النحلة لا تقوى أن تصنعَ منها شهدٌ
, لاْنها شهد ٌ بحالها 
لايستطيعُ أن يدخل ثقوبُ الشمعِ ِ أية نحيلات ٍ
.صرتُ أستنشق عبيرها عن بعد ٍ 
.خلاصة قولي أنَ الحبَ ليس له عمرٌ محدد ٌ
ولا ساعة ٌ محددة,
قد يباغتك في أية لحظة
فكنْ مستعداً اليه لاْنه كالردى 
يأتيك َ باشكال ٍ مختلفة ٍ
ومهما تعددت ِالاْسبابُ فالموتُ والحبُ يسرقانك على حين غرة
.تعب ٌ كلها الحياة ما ألذها وما أقساها 
, لذتُها الحبُ في أية ِ ساعة ٍ يأتيكَ
والموتُ أقساها يجرُفكَ إلي المثوى الاْخير 
وقد يكونُ مصيركَ في لحد ٍ
تكررَ فتحُه كما قال الشاعرُ العملاق أبو العلاء المعري 
" رب َّ لحد ٍ قد صارَ لحداً مرارا ضاحكاً من تزاحم ِ الاضداد ِ
.نتعبُ ونشقى ونختلفُ في المعتقدات ِ
ولا ندري من هو الصحيح ُ
يكررُ أبو العلاء المعري قولََه
في اللاذقية َ ضجة ٌ بينَ أحمد َ والمسيحْ
ذاكَ بناقوس ٍ يدقُ وذاكَ بمِئذنةٍ يصيحْ
كلٌ يُعظمُ دينَه
ليتَ شعري من ِمنهما الصحيح ْ
ويقولُ ذو العقل ِ يشقى في النعيم ِ بعقلِه 
وأخو الجهالة ِ في الشقاوة ِ ينعم ُ
أثنان ِ أهلُ الارض ِ
ذو عقل ٍ بلا دينٍ ودَيِّنٌ بلا عقل ْ 
. إذنْ إنْ كانت ِ الحياة ُلاقرارَ لها
لما لا نتمتعُ بالحب ِفالحياة ُ ذكرٌ وأنثى
يلتقيان ِ في نهاية ِ الخطين ِ المتوازيين ِ
ليُجدِدا الحياة َ 
☀  flower

_________________

نعيم كمو- ابو نضال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق