الاثنين، 21 يناير 2019

أم الشهيد /ااشاعر عاطف فؤاد

..قصيدة أم الشهيد.. من ديوان واحة الغروب.. رقم..32.. 

حواء

آرأيت السماء غاضبة 
أمطارها تنسال علي الطرقات جمرات حارقة
كما بكاء العين

آرأيت الأرض ثائرة
و الزلازل غاضبة
و الطبيعة تئن

أرأيت البراكين تثور تحرق الأخضر
و اليابس
و الكون إلي الفناء يحن

آرأيت النيازك 
و الأفلاك حائرة

و الشمس في كسوف مظلمة
و القمر في خسوف مستتر خلف الضباب
لا تراه العين

أم الشيهد تسير في موكب عظيم
و الدمع يزرف مثل المطر من كل عين

قابلتها صدفة

سألتها ما خطب قلبك باك
و الفؤاد يئن

كانت تبكي 
و تتنهد مثل طفل فقد الوالدين

كانت فاقدة الوعي تائهة 
قلبها باك يئن

غافلتها
حاولت أن أمسح علي وجنها أول دمعتين

قد مزقت قلبي
و الدمع يجرح وجنها يزرف مثل المطر من كل عين

أم الشهيد قد أخرجت من صدرها صورة ولدها

كانت تجلس علي اليسار
و الشهيد يجلس علي اليمين قرير العين

الدمعة سالت من عيني

رأيتها تنزف علي وجنها تنسال مثل المطر من كل عين

و شعرت أني ولدها
و في صدري هاج الصراخ
و شعرت أني إليها أحن

سكنت بين شغاف قلبي
أحتضنتها ما ببن الزراعين

هم أحرقوا قلبها علي ولدها
مات الشهيد
كانت تصيح علي الملا أبني الشهيد مات
فلذة كبدي
و قرة العين

كن لي أنت المعين يا مالك هذا الكون

قد آلمتني بدمعها
و بكاؤها علي ولدها
كان حصاد عمرها
فقدت بصرها
و نور العين

تبت يداهم هم ظالمين خارجين عن كل دين
قتل الأرهاب ولدها
و سكن قلبها البين

و الجرح في قلبي سكن
هم أحرقوا قلبها
زرعوا بأحشاؤها بذور الحزن

قد صار قلبي ينتفض
و ما دريت 
أنني بين أحضانها مثل طفل
و الدمع يزرف من كل عين

آدم
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المجد للشهداء
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
حقوق الطبع و النشر محفوظة برقم إيداع ديوان واحة الغروب

بقلم الشاعر : عاطف فؤاد :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق