الخميس، 7 ديسمبر 2017

مرثية الوطن بقلم إدريس الصغير الجزائر

مرثية الوطن
أين نكون إذا
صار الوطن
شاحبا كالرماد
و صارت
الأنثة
فيه ركاما
من جماد
أين نكون إذا
صار الوطن
تاريخه
وشعبه
ودينه
وهوائه
كتلة من فساد
أين نكون إذا
جاء الوطن
يوما يبكي الغربة
معبئا في أكياس
القمامة يشحت
الفضيلة
على أعتاب
المساجد..
أين نكون إذا جاء
الوطن مذعورا
من لصوصيتنا
المغلفة ببذل
باريسية
يفوح منها الياسمين
الأروبي والورد
الجوري
الدمشقي
وأعطار وود
يركض أريج روائحه
كفرس جامح بين
الشريان والشريان
المقداد
أين نكون
من نزقنا
فنحن شعب
ألفنا أن نكون أعراب
و من عربدتنا
و من نرجسية
الذئاب..
ومن تفاصيل
تفاصيلينا
ومن أطفال
لم يولدوا
بعد
أين نكون إذا جاء
الوطن
يبكي؟!
مكبلا كاللص
بالأصفاد
أين نكون إذا جاء
الوطن يشكو
ثورته المجيدة
المسلوبة
من حفنة
أوغاد...
أين نكون؟
في طفح الكيل
فماعدنا نشبه الأباء
وماعدنا نشبه الأجداد
أين نكون
إذ جاء الوطن
يعاتبنا ويداه
تحمل بقية
من الطفولة
المغتصبة
وصورا من ماض
بهت يغشاه السواد
يسالني
حيث وقفت أنا
هل هذا هو
وطن الأمجاد؟
يسألني
حيث وقفت أنا
هل هذا هو
الوطن
المفدى
الممجد؟
أين ...
و ماذا أقول له
إذ جاء
يسأل
وليس عندي جواب
له...
بما أرد ؟
ماذا تفيد الأسئلة؟
إذا أمست الصراصير
تأكل ممانأكل
وتشرب من نبيذ
دمائنا
وفي المساء
يقرأون علينا بيان
الوطن من أخبار
الجرائد
بقلم إدريس الصغير الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق